حدد رئيس جمعية الإمارات للأورام بروفيسور الأورام في جامعة الشارقة، حميد بن حرمل الشامسي، 12 شرطاً وضابطاً لصيام مريض السرطان خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدا على ضرورة الالتزام بها، منعاً لتعرض المريض لأي مضاعفات صحية قد تهدد حياته.
وقال الشامسي «إن أحد أكثر الأسئلة تداولاً من قبل مرضى السرطان وذويهم قبيل حلول شهر رمضان هو إمكانية الصوم أو عدمه»، مبيناً أنه لا توجد إجابة واحدة لجميع المرضى، ولكل مريض خصوصية وحالة خاصة تتطلب التقييم الطبي المختص من أطباء السرطان والأورام، بحسب ما نقلته الإمارات اليوم.
ونوه الشامسي إلى أن صيام مرضى السرطان يخضع لضوابط عدة، يجب الإلمام بها قبل بداية الشهر الكريم لتحديد قدرة كل مريض على الصيام أو لا، وتتمثل الضوابط في:
الحفاظ على الصحة
إذا كان هناك أي حرج من طرف المريض من الصيام أو أي صعوبة، فالأفضل ألا يصوم حفاظاً على حالته الصحية، فالمريض هو أكثر من يعلم بوضعه الصحي الخاص، لذا عليه أن يفطر بهذه الحالة.
مرضى الكيماوي الوريدي
هؤلاء المرضى لا يستطيعون الصيام شرعاً بسبب استخدام السوائل الوريدية في تحضير العلاج الكيماوي، وهذا بدوره يفسد الصيام، فإذا أراد المريض الصيام فمن الممكن أن يصوم في الأيام التي لا يوجد فيها علاج عن طريق الوريد، ويستطيع أيضاً استخدام لازقات خاصة مقاومة للغثيان بدلاً من الحبوب حتى يتسنى له الصيام في الأيام التي تلي العلاج الكيماوي، والتي تكون في غالبية الأحيان مصحوبة بغثيان يستمر أياماً عدة، ومن الممكن أن تستخدم اللازقة الواحدة لمدة أسبوع على الجلد بكفاءة عالية.
العلاج ذكي أو هرموني
هؤلاء النرضى يستطيعون الصيام من دون أي حرج، حيث إن هذا الهلاج لا تنقض الصيام.
حبوب علاجية
يستطيع هؤلاء المرضى إذا رغبوا في الصيام أن يبدلوا أوقات تناول الحبوب بعد الإفطار، ولكن يجب أن يتأكدوا من وقت تناولها قبل أو بعد الطعام، حيث إن امتصاص بعض هذه الحبوب والكبسولات يتغير حسب وجود الطعام في المعدة، والأفضل أن يأخذوا رأي الطبيب أو الصيدلي المختص في العلاجات السرطانية للتأكد، والمرضى الذين يحتاجون تناول الحبوب أو الكبسولات مرتين يومياً يستطيعون تناولها وقت الإفطار أو السحور مع مراعاة أقل فترة ممكنة بين المرتين من 9 – 10 ساعات، وإذا كان أقل من ذلك فمن الأفضل أن يستشيروا الطبيب إذا كانت لديهم القدرة على الصيام أم لا.
شرب السوائل
من الضروري للمرضى الذين يرغبون في الصيام وهم تحت العلاج أن يحافظوا على شرب كميات كافية من السوائل بين 1.5 لتر ولترين يومياً في أوقات الإفطار.
العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي من الممكن أن يكون «كورس» مخففاً لأيام أو مكثفاً لأسابيع، فـ«الكورس المخفف» من الممكن الصيام معه دون أي ضرر في حين أنه مع «الكورس المكثف» من الممكن الصيام في الأيام الأولى، لكن بمرور الأسابيع تزيد الأعراض الجانبية من جفاف وإرهاق وتعب وخمول، فيفضل أن يتم تجنب الصيام في هذه الحالة لتجنب أي ضرر للمريض.
الجراحات السرطانية
في حالة الجراحة خصوصاً الجراحات الكبرى، لا ينصح بالصيام لحاجة المريض لأدوية وريدية، وكذلك الغذاء، للتعافي من الجراحة وآثارها.
الطعام الصحي
من الضروري التنويه بأن أفضل طعام للجميع بمن فيهم مرضى السرطان هو الغذاء الصحي والمعتدل الغني بالبروتين والخضراوات والأسماك، والتقليل من السكريات والكربوهيدرات الغنية.
وأوضح الشامسي أن الاعتقاد السائد بأن قطع السكر والبروتين يقضي على الخلايا السرطانية هو اعتقاد غير صحيح وخاطئ، حيث إن مريض السرطان أحوج من غيره للبروتين، لكن إذا أراد الانقطاع عن السكر كخيار صحي فلا يوجد حرج، وهذا لا يؤثر على الخلايا السرطانية.
الوجبات الثقيلة
يجب أن يراعي مريض السرطان، خصوصاً المصابين بسرطانات الجهاز الهضمي، عدم الإكثار من الوجبات خصوصاً الثقيلة والمهيجة للجهاز الهضمي، مثل الوجبات الحارة.
النشاط البدني
لا شك أن كثيرين يتأثرون أو يقل نشاطهم البدني في رمضان بسبب أوقات الصيام وضيق الوقت مع العبادات، ولكن دائماً يفضل أن يكون هناك نشاط بدني مناسب أو خفيف من 30 ـ 60 دقيقة يومياً، للحفاظ على عضلات الجسم واللياقة البدنية والبعد عن الخمول.
الدعم العائلي
من المهم أن يدعم الأهل المريض ويحترموا رغبته في في الصيام إذا صرح له الطبيب المعالج، ففي أحيان كثيرة يعارض الأهل صيام مريض السرطان، ما يسبب ضغطاً على المريض، خصوصاً أن الصيام له تأثير نفسي إيجابي وقد يدعم ويقوي الحالة النفسية للمريض.
الراحة النفسية
من المهم أن يقوم مريض السرطان بتقليل المنغصات والعوامل الخارجية التي تكدر عليه حالته النفسية من علاقات اجتماعية أو وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تحمل الكثير من الشائعات عن السرطان وعلاجه، ويجب ألا يكون هذا داعياً للانعزال الاجتماعي، لكن من الضروري تقييد العلاقات غير الصحية التي قد تؤثر سلباً على صحته النفسية سواء في رمضان أو غيره.