هل سبَق أن وجدْتَ نفسك محتجزاً في بيئة سلبيةٍ مؤذية؟ هل شَعَرْتَ أنَّ المشاعر السلبية قد أثقلَتْ كاهلك وهل كنت عاجزاً عن حماية نفسك منها؟ إذا كان حالك كذلك فأنت لست وحدك.
1- إبداء التعاطف في أثناء الإنصات:
يشعر الأشخاص الذين يكونون سلبيين دائماً بألمٍ عميق فعوضاً عن أن تحمي نفسك منهم تعامل معهم من منظورٍ مختلف لتفهمهم، ثمَّة أمرٌ قاسٍ ينهكهم من الداخل قد يكون شعوراً بالقلق، أو حزناً، أو فقدان شخصٍ عزيز.
إنَّهم في النهاية لا يبحثون إلَّا عن الراحة، لا شك في أنَّهم يبحثون عن الراحة بطريقةٍ ملتوية لكنَّ هذا صرخة استغاثةٍ يطلقونها.
عوضاً عن ازدرائهم حاول أن تبحث في مشاعرهم السلبية لتكتشف الألم الذي يعانونه وتغيِّر الوضع الذي يعيشونه من خلال طرح أسئلةٍ من قبيل: “كيف حالكم؟” أو “أكُلُّ شيءٍ على ما يرام؟”.
قد تكون النتيجة تعافي الشخص أو قد يكون كل ما يحتاجون إليه هو أن يعرفوا أنَّ ثمَّة أحداً ما سمع استغاثتهم.
ليس من الضروري أن تؤدي دور الصديق المقرب لكن كن واثقاً من أنَّ أصغر الإشارات في بعض الأحيان قد تكون أكبر مصدرٍ للتغيير.
2-حافظ على الاختصار:
تتغذّى مشاعر السلبية على الاهتمام ودون منحها الاهتمام ستموت هذه المشاعر.
إذا كنت مُجبراً على التعامل مع شخصٍ سلبي اجعل حديثك مقتضباً ولا تخرج عن الموضوع، فالوجود بقرب شخص ذي طاقة سلبية كفيلٌ وحده باستنزاف القوة.
فإذا كنت لا تستطيع تجنُّب تلك الطاقة وكنت مضطراً إلى التواصل مع أشخاصٍ سلبيين تصرف كأنَّك زائرٌ فقط في الحيز الذي يشغلونه،
تواصل معهم لكن دون تفاعل ، كُن كمن يزور بلداً أجنبياً، راقب الأجواء وتصرف باحترام لكن ليس من الضروري أن تقلد ما تراه.
من خلال الاختصار أنت تحترم نفسك لأنَّك تدرك أنَّ وقتك ثمينٌ أيضاً ولا مجال لطاقةٍ سلبيةٍ غير ضرورية.
3- قل الحقيقة:
أخبر الشخص الذي يتصرف دائماً بشكلٍ سلبي بأسلوبٍ هادئٍ ومنطقي أنَّك لن تستطيع الاستمرار في الحديث معه إلَّا إذا توقف عن التصرف بهذه الطريقة.
طبعاً هذا الأمر لا يستطيع أن يفعله أصحاب الإرادة الضعيفة وقد لا يكون مفيداً في جميع الظروف لكنَّه يمنحك شجاعةٍ أكبر ويعطيك مزيداً من القوة للسيطرة على مشاعرك.
يحتاج الناس في بعض الأحيان إلى مرآة يرون طريقهم من خلالها، حيث تُعَدُّ هذه طريقةً لوضع حدود فعالة ليدرك الشخص السلبي أنَّك لا تريد أن تكون جزءً من تلك الأجواء.
4- ركز الانتباه على الأمور التي تثير المشاعر الإيجابية في داخلك:
بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتعاطفون مع الآخرين (أنا واحدٌ منهم) قد لا تكون مخاطبة الذات واستيعاب الموقف كافيَيْن للتخلص من السلبية.
هنا يمكن أن يعيدك امتلاك ترسانة من الأمور التي تثير المشاعر الإيجابية في داخلك إلى طبيعتك الإيجابية. فأنا أحب الموسيقا مثلاً لذا حينما أستمع إلى إحدى أغانيَّ المفضلة أتخلص سريعاً من المشاعر السلبية. إليك بعض الأمثلة الأخرى:
1.وضع قائمة تتضمن اقتباساتٍ لتعزيز قوة الذات.
2.قراءة بعض الطرائف المضحكة أو التي ترسم الابتسامة على الوجه والاستماع إليها.
3.قراءة قصص شخصية مثيرة للإلهام.
4.التحدث مع أشخاص إيجابيين.
5-عدم التدخل في النزاعات:
لا تضيع طاقتك في التدخل في النزاعات. فقد اعتدْتُ أنا على التدخل دائماً في كل مرةٍ أرى فيها شخصاً يعاني من السلبية لأحاول تقليل تأثيرها في الآخرين لكنَّ ذلك كان يستنزف قوتي أيضاً.
عدم التدخل في مثل هذه المواقف يُعَدُّ أمراً مقبولاً، بل إنَّ عدم التدخل في مثل هذه المواقف المأساوية يحميك في الواقع من استنزاف الطاقة دون الحاجة إلى ذلك. ثمَّة أمورٌ أكثر أهمية يمكن أن تقضي فيها وقتك، فالحصول على مزيدٍ من الطاقة أضحى أمراً نحتاج إليه جميعاً في هذه الأيام.
احتفظ بطاقتك ولا تتدخل في مواقف لا تعنيك وابتعد عنها بكل أدب.
6-دع الأشخاص السلبيين يزيدونك قوةً:
ثمَّة في كل التجارب شيءٌ من الحكمة، فانظر إلى الأشخاص السلبيين واجعلهم سبباً من أسباب النمو، والتجارب التي فيها أشخاصٌ سلبيون يمكنها أن تعلمك:
1.التأكُّد من الأشخاص المهمين في حياتك واكتشاف سبب كونهم مهمين.
2.التخلص من الأشخاص الذين يحبطونك.
3.التعامل مع السلبية بطريقةٍ مرنة.
جميعنا معتادون على التأثُّر أولاً بالعواطف عوضاً عن استخدام المنطق لتقويم التجارب فقف قليلاً وابحث عن الدروس التي تقدمها لك التجارب والتي تجعل الحياة رحلةً ممتعةً مثلما من المفترض أن تكون.