يعتبر الأرق اضطراب شائع في النوم يمكن أن يؤدي إلى صعوبة النوم أو صعوبة الاستمرار فيه أو يجعلك تستيقظ مبكرًا مع عدم القدرة على العودة إلى النوم مرة أخرى، وقد لا تزال تشعر بالإرهاق عند الاستيقاظ، ويمكن أن يوهن الأرق من مستوى طاقتك ومزاجك وأيضًا من صحتك وأدائك في العمل وجودة الحياة.
أكدت أليسون ماكليمونت وهي اختصاصية نفسية في إنجلترا، أن الأرق يمكن أن يؤثرعلى الصحة البدنية والعقلية للأفراد، ويمكن للأفراد الذين يعانون من هذه الحالة أن يشعروا بالنعاس أثناء النهار، ويواجهون صعوبة في التركيز والتعلم وقد يشعرون بالتهيج أوالقلق، ويميل الأفراد المحرومون من النوم أيضا إلى الحصول على مستويات عالية من هرمون الإجهاد الكورتيزول وانخفاض المناعة.
وأشارت إلى أن المصابين بالأرق غالبا ما يشعرون بعدم الرضا والكفاية من النوم، وقد يمر الكثير من الناس به وغالبا ما يذهب دون الحاجة لأخذ علاج، ويعتقد الكثير من الناس أن الأرق أمر طبيعي مع ضغوط الحياة، ولكن من المهم أن يؤخذ على محمل الجد لارتباطه الوثيق بالصحة الجسدية.
يمكن تصنيف الأرق على أنه قصير الأجل أو طويل الأجل “مزمن”، قد يستمر الأرق القصير المدى لبضعة أيام أو أسابيع، وعادة ما يكون ناتجا عن الإجهاد أو التغييرات في جدول الشخص أو بيئته، يتم تشخيص الأرق المزمن عندما تحدث الأعراض ثلاث ليال أو أكثر في الأسبوع، وتستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، ولا يمكن تفسيرها بشكل كامل بمشكلة صحية أخرى، حسب “Sleep Medicine Clinics” العلمية .
وأكدت ماكليمونت، أن هناك ثلاث أنواع للأرق، أرق مجهول السبب، وأرق متعلق بالتوتر، وأرق يعتقد المصاب فيه أنه يعاني من الأرق على الرغم من النوم الكافي.
وفي السياق نفسه، أكد كيري إيرفينغ، كبير علماء النفس السريري في منصة “كوث” الصحة العقلية الرقمية في إنجلترا، ليس من الواضح دائما ما يسبب الأرق، لكنه يمكن أن يترافق مع التوتر والقلق.
وقال إيرفينغ إنه “عندما نفكر باستمرار في الأفكار نفسها مرارا وتكرارا، يمكن ذلك أن يخلق صعوبة في النوم، وخاصة إذا كانت هذه الأفكار مخيفة ومقلقة بشكل خاص وقد يزداد الأرق في فترات التوتر الشديد أو الضيق العاطفي مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق”.
التشخيص:
لتشخيص الأرق، سيسأل الأطباء المرضى عددا من الأسئلة حول عادات نومهم، مثل عدد المرات التي يواجهون فيها صعوبة في النوم، والمدة التي يستغرقها في النوم، وعدد المرات التي يستيقظون فيها في الليل، وكذلك ما هو روتينهم قبل النوم، قد يفكر المرضى في الاحتفاظ بمذكرات نوم لمدة أسبوع أو أسبوعين للمساعدة في الإجابة عن هذه الأسئلة، والكتابة عند النوم والاستيقاظ وأخذ قيلولة.
سيأخذ الأطباء أيضا تاريخا طبيا يتضمن أسئلة حول المشكلات الصحية للمريض، والأدوية وحالات الصحة العقلية، وعادات العمل والترفيه، بالإضافة إلى ما إذا كان المريض قد عانى أخيرا من أحداث حياتية مرهقة، قد يقوم الأطباء أيضا بإجراء فحص بدني، والذي قد يشمل اختبارات الدم للتحقق من مشاكل الغدة الدرقية التي قد تسبب اضطرابات النوم.
قد تكون هناك حاجة لاختبار النوم بين عشية وضحاها إذا اعتقد الأطباء أن أرق المريض قد يكون ناتجا عن اضطراب نوم آخر، مثل توقف التنفس أثناء النوم، وذلك بحسب مجلة “livescience”.
العلاج:
العلاج الأول الموصى به للأرق، سواء تم تحديد السبب الأساسي أم لا، وهو العلاج السلوكي المعرفي للأرق هذا يعالج معتقدات المريض وأفعاله حول الأرق، ويمكن استخدام الأساليب الصيدلانية، ولكن لا يوجد اتفاق على العلاجات الأكثر أمانا أو الأكثر فعالية، وقد يقلل كل من العلاج المعرفي السلوكي الأول والنهج الصيدلاني من أعراض الأرق، ولكن فقط العلاج المعرفي السلوكي الأول أظهر آثارا طويلة المدى دائمة بعد إيقاف العلاجات.
قد تعتمد كيفية علاج الأرق على ما إذا كانت الأعراض تصنف على أنها عابرة (تدوم أقل من شهر)، أو قصيرة المدى (من شهر إلى ستة أشهر)، أو مزمنة (تستمر لأكثر من ستة أشهر).
وبالنسبة للأرق العابر أو قصير المدى، قد يتطلع الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية إلى وصف أدوية مساعدة للنوم، وبالنسبة للأرق المزمن، قد يتم تشجيعك على التركيز على المزيد من الحلول الطويلة المدى مثل العلاج أو تغيير نمط الحياة، ونظرا لأن أنواعا معينة من مساعدات النوم يمكن أن تصبح عادة وتكون قاتلة إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح، فلا ينصح باستخدامها لأكثر من فترات زمنية قصيرة وفقط على النحو المنصوص عليه.