كانت امارة الفجيرة قبل تشكيل الشرطة النظامية فيها تدار من قبل الولاة والأمراء، حيث يعين والي أو أمير لكل منطقة من مناطق الامارة وحسب تقسيماتها الادارية، ويساعده عدد قليل من الحراس المدنيين حيث يتولى الوالي شئون الأمن والقضاء معاً، ويبت في الخصومات والمنازعات التي تقع بين الأفراد ويقضي بينهم وفي حالة عجزه عن تسوية الأمور، يرفع القضية الى سمو الحاكم ليبت فيها.
ونظراً للعلاقات الطيبة والصداقة بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن حمد الشرقي والد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة، فقد طلب صاحب السمو الشيخ حاكم الفجيرة آنذاك من أخيه صاحب السمو الشيخ زايد قوة أمنية للامارة لحفظ الأمن وتحقيق الطمأنينة والاستقرار في الامارة، وتلبية لذلك فقد أصدر صاحب السمو الشيخ زايد أوامره الى سمو الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان قائد عام شرطة أبوظبي في ذلك الوقت بارسال مفرزة من الشرطة العاملين بامارة أبوظبي ليشكلوا نواة شرطة الفجيرة وذلك في شهر أيلول من عام 1969، ومن تلك اللحظة أصبح لامارة الفجيرة شرطة نظامية، يمكن القول بأن بها ومعها نشأت الشرطة في امارة الفجيرة، وكان يرأس تلك المفرزة ضابط اعيد الى أبوظبي بعد فترة وجيزة، وتسلم مكانه الملازم سعيد سمسوم النعيمي مدير عام الشرطة سابقاً وذلك في تاريخ 22 فبراير من عام 1970م.
ولم تتخلف شرطة الفجيرة عن ركب التقدم والتطور الذي حققته أجهزة الشرطة في الامارات خلال السنوات الماضية من عمر الاتحاد، واستطاعت أن تواكب الانجازات الحضارية الشاملة التي شملت البلاد من أقصاها الى أقصاها، وقد بدأت شرطة الفجيرة بمكتبين اثنين فقط أما الآن فهي تشغل العديد من المباني والمخافر ونقاط الأمن والمنشآت الخاصة بالمرور والترخيص بالإضافة الى المبنى الخاص بالإدارة العامة لشرطة الفجيرة.
أما في مجال وسائل النقل فقد بدأت شرطة الفجيرة بسيارتين قديمتين وهي الآن تمتلك أسطولاً ضخماً من السيارات المختلفة المجهزة بأحدث الأجهزة لاستخدامها في دوريات المرور والنجدة وأغراض أمنية وإدارية أخرى، كما زودت الادارات بأجهزة اتصال حديثة وأجهزة فنية أخرى متطورة تفي حاجة العمل لخدمة الأمن والاستقرار.
وقد وفرت وزارة الداخلية لشرطة الفجيرة جميع الامكانيات البشرية والمادية اللازمة لتسيير العمل وحفظ الأمن والاستقرار في إمارة الفجيرة .
وكانت شرطة الفجيرة تتكون من المدير العام وعدد من الادارات وبعض من نقاط الأمن في مناطق الامارة المختلفة، أما الآن وفي ظل التطور الذي شهدته فإنه طرأ تحول في الهيكل التنظيمي لشرطة الفجيرة فأصبح يتكون من المدير العام ومكتب المدير العام وقسم العمليات الذي يقوم بتصنيف البلاغات المختلفة وإحالتها لمصدرها، بالإضافة الى قسم التخطيط والتطوير الذي يتولى أعمال التخطيط للبرامج التدريبية محلياً وخارجياً وفق الاحتياجات اللازمة للادارة، وكذلك العمل على رفع كفاءة رجل الامن، كما يقوم القسم بالتعاون والتنسيق مع الادارة العامة للتخطيط والتطوير بوزارة الداخلية لعقد الدورات التخصصية اللازمة لقوة الشرطة، كما يضم الهيكل التنظيمي الجديد لشرطة الفجيرة فرع العلاقات والتوجيه المعنوي الذي يعد بمثابة حلقة الوصل بين الشرطة والجمهور لتقوية العلاقة بينهما، كما يقوم فرع العلاقات بتنظيم الندوات والمحاضرات الأمنية والثقافات لتوعية رجال الشرطة، وكذلك ادارة مراكز الشرطة والتي كانت تسمى سابقاً بإدارة الحراسات، وقد تم تزويد هذه الادارة بالعناصر البشرية المؤهلة والمدربة تدريباً جيداً، والأجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة لنشر الأمن والطمأنينة في المنطقة، كما تم انشاء عدد من مراكز الشرطة منها مركز شرطة دبا ونقاط تفتيش أمنية في كل من دبا الفجيرة والبدية ومربح والسيجي ومسافي، ومركز شرطة المطار.
ويضم الهيكل التنظيمي لشرطة الفجيرة ادارة البحث الجنائي التي كانت تسمى سابقاً بادارة شئون الأمن والتي تقوم بمهام الكشف عن الجرائم المختلفة، وقد زودت هذه الادارة بأجهزة الكومبيوتر لاستخدامها في الكشف عن البصمات وتصنيفها ومضاهاتها مما سيوفر الوقت والجهد ويرتقي بمستوى الأداء العملي في هذا المجال.
كما قامت ادارة المرور والترخيص بالفجيرة بادخال الحاسب الآلي في جميع الأعمال وذلك من أجل سرعة انجاز المعاملات للجمهور والارتقاء بمستوى الأداء، كما تم ربط الادارة العامة لشرطة الفجيرة بجميع الادارات والاقسام والنقاط الأمنية التابعة لها بواسطة شبكة كومبيوتر حديثة لسهولة تبادل المعلومات والاتصال فيما بينها.
وتم خلال السنوات الماضية انجاز العديد من المباني والمنشآت التابعة للادارة العامة لشرطة الفجيرة منها أنشاء مبنى جديد لمركز شرطة ومرور دبا الفجيرة، وانشاء مبنى لقسم الترخيص بادارة المرور والترخيص، كما تم انشاء سجن مركزي، ونقطة أمن مربح، وقدفع، وفرع شرطة المطار، ونقطة مرور البثنة.
لاشك ان ما تحقق من انجاز يعتبر عملاً مشرفاً لهذه الادارة بفضل سواعد أبنائها، وما توليه وزارة الداخلية من اهتمام بالغ لهذه الادارة وكافة ادارات الشرطة لتوفير كافة الامكانيات المادية والبشرية لاستمرار عجلة الانتاج والحفاظ على الانجازات التي تحققت على أرض الدولة وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين والمقيمين على أرضها .
