تعد منطقة الفرفار الجبلية من مناطق إمارة الفجيرة التي تتميز بمقومات سياحية عديدة نظراً لما تنفرد به من تنوع المواقع الأثرية كحصن الفرفار التاريخي، والبيوت والمساجد القديمة، والأفلاج والآبار القديمة والحارات التي تبرز اهتمام الإماراتي بتراثه وعاداته وتقاليده، من ناحية والأماكن السياحية والطبيعية الجميلة كالأودية والمسطحات الخضراء والمزارع والأفلاج من ناحية أخرى .
تقع منطقة الفرفار على بعد 12 كيلو متراً شمال غربي مدينة الفجيرة بين الجبال العالية على الجهة الجنوبية لشارع الشيخ خليفة الجديد “دبي – الفجيرة” وأثناء الدخول إلى القرية تشاهد حصن الفرفار التاريخي في أعالي جبال الفرفار يتلألأ بتراث الأجداد والآباء مرحباً بزوار القرية لكي يروي لهم قصص الأجداد وأمجادهم، وتاريخ منطقة الفرفار بشكل خاص وإمارة الفجيرة بشكل عام، وبعد الوصول إلى المنطقة تجد الحارات القديمة والمزارع والبساتين والأودية التي تجتذبك لزيارتها وتتشوق لقضاء أيام وليال للاستمتاع بمناخها الساحر وسط أحضان الجبال العالية .
وتعرف منطقة الفرفار منذ القدم بخصوبة أرضها وبالزراعة وبالطبيعة الخلابة وكثرة انتشار الأفلاج والأودية التي تتجمع فيها المياه على مدار أيام السنة إضافة الى ذلك فهي تعد منطقة سياحية وتاريخية، تتميز بوجود العديد من الأماكن الطبيعية التي تتجمع فيها الهدوء والسكينة وتستقبل الزوار والسياح في مواسم الربيع وهطول الامطار كما تتميز بوجود حصن الفرفار التاريخي الذي سمي بهذا الاسم نسبة للمنطقة التي عرفت منذ القدم بأرض الأفلاج حيث كانت تزخر قديماً بالأفلاج والعيون المائية وتتميز أيضاً بوجود عدد كبير من بقايا المنازل والمساجد القديمة التي عاش فيها أهالي المنطقة الذين هم من قبائل الكندي واليليلي والمزروعي .
كما أن الحياة القديمة في منطقة الفرفار كانت صعبة وقاسية نظراً لطبيعة المنطقة الجبلية القاسية ولعدم وجود مصادر رزق متعددة حيث كان مصدر رزق الأهالي الزراعة بأنواعها وخاصة التمور ونبات الغليون وبيعه إضافة إلى رعي وتربية الماشية وجمع الحطب والعسل البري، وكان سكن الأهالي منازل بدائية تقليدية صغيرة مبنية من المواد المحلية الطين والحجارة وسعف وجريدة النخيل من دون أي خدمات، ولكن بعد قيام الاتحاد تغيرت الحال في الفرفار من كافة الجوانب، حيث قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ببناء المساكن الشعبية الحديثة، وتعبدت الطرق ووصلت كافة الخدمات للمنطقة، وتحظى منطقة الفرفار باهتمام خاص من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي وولي عهده سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي بتوجيهاتهما وزياراتهما المستمرة للمنطقة تحولت الفرفار من منطقة نائية إلى متحضرة ومتطورة تتوافر فيها كافة الخدمات حيث بدعمهما السخي انتشرت الفلل الحديثة، وتعبدت الطرق الداخلية والخارجية ووصلت خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت لكل منازل الأهالي وانتشرت المدارس لكافة الفئات العمرية وأصبحت الحياة أكثر راحة وسعادة وأصبح المواطن يعيش في أفضل مما كان عليه في الماضي بفضل توجيهات الحكومة الرشيدة” .
عرف أهالي الفرفار منذ القدم بتربية المواشي والبوش والقيام بكافة أعمال الزراعة حيث كانوا يزرعون الغليون وجميع أنواع الحبوب مثل الشعير والذرة والبر وغير ذلك من الزراعات الأخرى، ولا يزالون يهتمون بالزراعة وتنتشر مزارع النخيل وأشجار الحمضيات والهامبا بين جبال القرية وعلى امتداد الوديان التي تمر بأراضي المنطقة بشكل كبير ويعود ذلك لخصوبة أرض الفرفار وتوافر الأفلاج والعيون المائية فيها منذ القدم، حيث اشتهرت المنطقة منذ القدم بكثرة الأودية والأفلاج الكبيرة حيث يوجد فلج يسمى وادي الفرفار ويقع بجانب المنازل القديمة الذي له عينان، أما الثاني يسمى بفلج الفرع ويعتبر من أكبر وأطول الأفلاج في المنطقة والمناطق المجاورة لها” .
وتعد الفرفار من أجمل المناطق خاصة في الشتاء حيث الهواء بارداً ونقياً ويأتي إليها المزارعون ليزرعوا المحاصيل المتنوعة .
فهذه المنطقة جمعت التاريخ العريق والطبيعة الجبلية الخلابة في لوحة واحدة حيث إن الزائر يشعر بالحيوية وراحة النفس وصفاء الجو وبعبق التاريخ العريق للمنطقة.