أكد مجلس الجامعة العربية، أمس، ضرورة «وحدة العمل العربي»، وتوحيد الكلمة، لمجابهة التحديات الإقليمية والعالمية، وسط ترحيب عربي كبير بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة، في ظل تأكيد حضور الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية في جدة، بعد غياب دام 12 عاماً.
جاء ذلك خلال الاجتماعات التحضيرية للدورة الـ 32 للقمة العربية لوزراء الخارجية العرب، التي ترأس فيها معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك، والتي اتفق خلالها على مسودة جدول أعمال القمة ومشروعات القرارات، التي سوف تعرض على القادة العرب في اجتماعهم غداً الجمعة.
وسلم وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، الرئاسة الدورية الحالية للجامعة العربية، لنظيره السعودي فيصل بن فرحان، وسط ترحيب عربي بعودة سوريا، وتشديد على حل الخلافات داخل «البيت العربي».
وشدد عطاف على مساعي القمة العربية في جدة لتوحيد الكلمة، لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، وأكد التركيز على العمل العربي المشترك، لمواجهة التحديات العالمية، وضرورة الاهتمام بالتحولات التي يشهدها العالم.
ورحب عطاف «بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية»، لافتاً إلى «أن الحوار الليبي الليبي وحده سيعيد الاستقرار إلى ليبيا».
وشدد على مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وصولاً للوحدة الوطنية، ودعم تطلعات الشعب اليمني، لاستعادة أمنه واستقراره، آملاً أن يشهد لبنان تفاهماً بين أبنائه لحل أزمته الداخلية.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، إن المنطقة على مفترق طرق، وتواجه مجموعة من التحديات، ودعا إلى التعاون بين الدول العربية، لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي.
وأضاف أن العالم يمر بتحديات كبيرة «تفرض علينا التوحد لمواجهتها»، مشدداً على ابتكار آليات جديدة، لمواجهتها، فـ «الدول العربية تحتاج لعمل مشترك»، مرحباً «بمشاركة سوريا في القمة العربية وعودتها إلى الجامعة».
وقال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن الكلمات الترحيبية بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تظهر مدى الاشتياق لسوريا «كعودة الحبيب لحبيبته». وأكد المقداد ترحيب بلاده بأي عمل عربي، معرباً عن شكره للدور السعودي على ما أنجزته وقدمته خلال الأشهر الماضية لسوريا، بخصوص تفعيل العمل العربي المشترك.
ومن أجل «ما نحن بصدده اليوم وعودتنا إلى جامعة الدول العربية». ورحب المقداد بعودة اللاجئين في أي وقت إلى وطنهم سوريا، وأكد، في تصريحات صحافية، أن الرئيس بشار الأسد سيحضر، الجمعة، إلى جدة للمشاركة في القمة العربية.
بدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، أن الحضور العربي كامل في قمة جدة، مرحباً بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
واعتبر أن الأزمات في سوريا، واليمن وليبيا، تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود.
وشدد على أن قمة جدة تعد فرصة لوضع حد لمظاهر التسلح في السودان. ورأى أبو الغيط أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن الوضع هناك بات يقترب من مرحلة الانفجار. ولفت إلى أن هناك مؤشرات إيجابية من إيران وتركيا، لوقف تدخلهما في شؤون الدول العربية.