تجذب دبي العديد من المبدعين الذين يجدون على أرضها فرصاً لإطلاق مشاريعهم والارتقاء بها.
وهذا ينطبق على الفنانين الإسبانيين في المجال الرقمي، فيكتور نومان ويوجينيو فرناندز؛ إذ أطلقا من الإمارة أعمالاً وتصاميم مستوحاة من الجزيرة العربية، أشبه بعالم يوتوبيا مثالي، وقد أضفيا عليها لمسات فنية مرحة تظهر شغفهما بالإبداعات الممتعة المسلية، وأطلقا عليها مسمى «يوتوبيك آرابيا».
عمد الثنائي إلى مشاركة مجموعة أعمالهما على «إنستغرام»، مظهرين من خلالها الحد الفاصل بين الواقع والخيال. وصل الثنائي إلى دبي قبل ست سنوات من أجل مشروع، وقررا البقاء واستكمال رحلة إبداعهما، فهناك، حسب قولهما، الكثير من الفرص في دبي.
وقد أحبا «أجواء المدينة ومزيج الثقافات». ووفقاً لموقع «إم إس إن»، كانت فكرة مشروعهما قد بدأت في مقهى بمنطقة جميرا على سبيل التسلية فحسب.
لكن المهندسين المعماريين اللذين يملكان استديو «يونز»، ويعملان على مشاريع في دبي وإسبانيا، أدركا سريعاً إمكانات هذا المفهوم وباشرا في استكشافه أكثر فأكثر.
وأعرب الثنائي أنهما يحبان الذهاب في رحلات قصيرة للاستمتاع بالطبيعة في حتا وغيرها من الأماكن، كما يحبان مشهد دبي الثقافي المتنامي، وعلى وجه التحديد في الفن والموسيقى.
ثقافة الشرق
ويبدو واضحاً من صورهما أنهما يستلهمان إلى حد كبير من ثقافة الشرق الأوسط وتقاليده وعمارته، ويبدو كذلك أنهما أكثر انجذاباً للأماكن المجهولة في الجزيرة العربية بعيداً عن الأيقونات المعمارية الشهيرة، وقد أوضحا للموقع الإخباري:
«نحن منجذبان إلى القرى المتناثرة وسط الصحراء أو الأسواق التقليدية الصغيرة أو مقاهي الشاي». ويفضلان بوجه خاص الوجهات البعيدة، بفضل إمكانية إعادة تصورها، ما يوجد طابعاً جديداً تماماً.
وتابع نومان: «نحن نصنع عالم يوتوبيا مستوحى من الجزيرة العربية، وبصفتنا مهندسين معماريين، نستلهم من أماكن نزورها ونستخدم فننا لإبداع قصص جديدة عن تلك الأماكن».
غالباً ما يستخدم الفنانان الصور التي التقطاها في أنحاء الشرق الأوسط ويبدعان منها تأثيراً فريداً ثلاثي الأبعاد بعد قيامهما بوضع رسومات أولية.
وفي أعمالهما، يستخدمان مزيجاً من التقنيات، وهناك على الدوام منظر طبيعي صحراوي مع قرى ريفية ممزوج بعناصر من المستقبل مثل الهندسة المعمارية القابلة للنفخ التي تصنع السحر.
وعلى الرغم من أن الإمارات محور تركيزهما الرئيسي، فإنها ليست الوحيدة في المنطقة التي تجذب انتباههما، فمن المعروف أنهما يضعان لمساتهما الملونة الممتعة على مناظر في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
أما سلسلة الأعمال الفنية المفضلة لديهما فهي مجموعة أجنحة صغيرة في القرى المهجورة، حيث أوضح الفنانان:
«توجد إشارات كثيرة في المجموعة إلى العمارة التقليدية، لكنها ترتبط أيضاً بمرور الوقت والذكريات». كذلك هناك صورة «الجمل الصراف الآلي»، التي تعد إحدى الصور المفضلة لديهما؛ نظراً لطبيعتها المضحكة.
قريباً ستعرض أعمال نومان وفرنانديز على شكل مطبوعات ورموز غير القابلة للاستبدال للبيع، كما سيتمكن الناس من مشاهدة أعمالهما في غاليري فني محلي. وقد أعربا عن رغبتهما في استكشاف فكرة إنشاء تركيبات مادية أكبر حجماً، حيث يمكن للناس التفاعل مع الأعمال الفنية بطرق مختلفة.