أثار قرار الحكومة السعودية بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون الكثير من التعليقات، وسط حديث عن تقارب سعودي صيني، وتباعد سعودي أمريكي.
وفي هذا السياق، كتبت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن “قرار السعودية بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، جاء وسط موجة من المبادرات الدبلوماسية في الشرق الأوسط لتقريب القوى الإقليمية من الصين وروسيا”، معتبرة أن “هذه الخطوة هي أحدث خطوة نحو إعادة التوازن إلى علاقات القوة الرئيسية التي كانت تهيمن عليها تقليديا علاقاتها مع الولايات المتحدة”.
وقالت إن “استراتيجية التنويع السعودية تحاول سد الثغرات التي خلفها فقدان الولايات المتحدة الاهتمام أو الإرادة في الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة”، مبينة أن “العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية دخلت جدولا زمنيا مشحونا منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه قبل عامين”.
وصرح علي الشهابي، الخبير السياسي السعودي للمجلة، قائلا إن “المملكة تنتهج استراتيجية لتطوير عدد من الشراكات الاستراتيجية لاستكمال علاقاتها مع الغرب”، مشيرا إلى أن “الصين والمنظمات متعددة الأطراف التي أسستها هي جزء مهم من ذلك، ليس فقط في تعزيز العلاقات مع الصين ولكن من خلال السماح للسعودية بالاستفادة من علاقات الصين مع دول أخرى مثل إيران”.
وأضاف: “اعتماد الصين بشكل كبير على نفط الخليج العربي هي القوة العالمية صاحبة المصلحة الأكبر في استقرار الوضع الراهن في الخليج، وبالتالي عملت السعودية على جلب الصين إلى دور أكثر نشاطا في المساعدة على استقرار هذا الوضع المتقلب”.
أما رد فعل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، كان صامتا على التطور خلال مؤتمر صحافي يوم أمس الأربعاء.
وقال بيدانت: “هذا ليس تطورا جديدا.. كما تعلمون، حوار منظمة شنغهاي للتعاون في المملكة العربية السعودية، وضع منظمة شنغهاي للتعاون كشريك في الحوار معلق منذ بعض الوقت، كما تعلمون، لكل دولة علاقاتها الخاصة ، وأنا بالطبع سأدع حكومة السعودية تتحدث عن ذلك”.
من جهته، أشار عزام الشدادي، خبير الشؤون الخارجية السعودي وعضو جمعية العلوم السياسية بجامعة كينجستون، إلى أن “لا شك أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية علاقة مهمة واستراتيجية للبلدين وللعالم ككل، بسبب ثقل البلدين سياسيا وثقافيا واقتصاديا”.
ورأى أن “لا تناقض بين هذه العلاقة ورد السعودية على الوساطة الصينية الهادفة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، معتبرا أن “كل هذا يتوقف على مدى التزام إيران بمبادئ هذه الاتفاقية المهمة”.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون الدولي هي اتحاد سياسي وأمني لدول تشغل مساحة كبيرة من أوراسيا من بينها الصين والهند وروسيا.
وتأسست المنظمة عام 2001 بين روسيا والصين ودول الاتحاد السوفيتي السابقة في وسط آسيا، وتوسعت لتضم الهند وباكستان متطلعة للعب دور أكبر في مواجهة النفوذ الغربي في المنطقة. ووقعت إيران أيضا وثائق العضوية الكاملة بالمنظمة العام الماضي.
وقالت مصادر لوكالة “رويترز” إن انضمام السعودية إلى المنظمة نوقش خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة، مبينة أن “صفة شريك الحوار ستكون خطوة أولى قبل منح المملكة العضوية الكاملة في المدى المتوسط”.
ويأتي القرار بعد إعلان أرامكو السعودية الثلاثاء أنها زادت استثماراتها في الصين بعدة مليارات الدولارات من خلال إتمام مشروع مشترك كان مخططا له في شمال شرق الصين والاستحواذ على حصة في مجموعة بتروكيماوية خاصة.