هل حقاً القلق الجسم له فائدة صحية على الجسم؟ هذا ما توصل إليه طبيب نفسي أميركي في جامعة “هارفارد” الأميركية، حيث أكد أن القلق يمكن أن يفيد الإنسان في عدة حالات، بحسب ما نشره موقع “بي سايكولوجي توداي” الأميركي، مشيراً إلى أن حالة القلق تنعش العلاقة مع محيط الشخص.
ويشدد الدكتور ديفيد روزمارين على أن القلق الذي يصيب الإنسان حالة طبيعية يشعر بها جميع الناس، مشيراً إلى أن الإنسان القلق يمتلك قوة الشعور بالآخرين، ويعزز لديه فكرة التواصل مع محيطه، وتفهم مشاعر الآخرين والتعامل معها.
وقال روزمارين: “الاشخاص الذين مروا بتجارب مؤلمه، سيقودهم القلق إلى المزيد من التعاطف مع الحالات الإنسانية المشابهة، ويستطيعون مد يد العون إلى زملائهم بصورة أكثر وعياً وتفهماً”.
وأضاف أن استخدام القلق الخاص بالإنسان في تفهم ما يمر به الآخرون، ويساعد الشخص ذاته على إدارة مشاعره بصورة أفضل.
ويسلط روزمارين الضوء على فكرة الألم والحلم، التي يفسرها بقدرة الشخص القلق على مساعدة الآخرين الذين يمرون بنفس المعاناة التي مر بها الإنسان القلق.
ويؤكد أن أهم تحديات الصحة العقلية التي يمر بها أي إنسان، تمر من باب القلق والتجربة، موضحاً: “الإنسان القلق هو شغوف بالدرجة الأولى بالمغامرة، فالقلق عادة صحية تلهم الإنسان وتحسن من اختياراته بناءً على تجاربه السابقة”.
وتعرف موسوعة “ويكيبيديا” القلق على أنه حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية وجسدية وسلوكية، تخلق شعوراً غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح والخوف أو التردد. وغالباً يكون القلق مصحوباً بسلوكيات تعكس حالة من التوتر وعدم الارتياح، مثل الحركة بخطوات ثابتة ذهاباً وإياباً، أو أعراض جسدية، أو الاجترار.
والقلق هو حالة مزاجية عامة تحدث من دون التعرف على آثار تحفيزها.
على هذا النحو، ويختلف القلق عن الخوف، الذي يحدث في وجود تهديد ملحوظ.
وبالإضافة إلى ذلك، يتصل الخوف بسلوكيات محددة من الهرب والتجنب، في حين أن القلق هو نتيجة لتهديدات لا يمكن السيطرة عليها أو لا يمكن تجنبها، حيث يكون الشعور بالخوف والقلق وعدم الارتياح معمماً أن حالة القلق تظهر على شكل مبالغة في رد الفعل تجاه موقف يراه الشخص مهدداً بشكل غير موضوعي، وقد يصحب القلق تشنج عضلي، وأرق، وتعب وإرهاق ومشاكل في التركيز.