انطلقت فعاليات القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي يوم أمس بتعاون مشترك بين مبادرة بلوغ الميل الأخير ومبادرة التنبؤ بمستقبل صحي وتستمر لثلاثة أيام في أبوظبي .
وجمعت القمة كبار الخبراء والمتخصصين في مجالات المناخ والصحة والتكنولوجيا بهدف خلق الأفكار وتقديم الحلول المبتكرة للتخفيف من الآثار السلبية للاحتباس الحراري على صحة الإنسان من حول العالم.
وتهدف القمة لتحفيز مجتمع الصحة العالمي وزيادة الشراكات الجديدة وتأمين التمويلات اللازمة لدعم استراتيجات الصحة المرتبطة بالمناخ وذلك قبيل عقد مؤتمر الأطراف 28 في وقت لاحق من العام الحالي.
وتضمن اليوم الأول من القمة العالمية كلمة افتتاحية ألقاها سعادة ماجد السويدي المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف COP28 وكلمة عبر الإنترنت ألقاها الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وحذّر السويدي من أن تغير المناخ يهدد بتقويض المكتسبات التي تم تحقيقها حتى الآن في مجال الصحة على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة ، مشدداً على ضرورة تجديد الالتزامات والتعاون والتمويل لتعزيز الأنظمة الصحية وضمان حماية المجتمعات الضعيفة من التأثيرات المناخية.
وأضاف أن المؤتمر سيقدم COP28 أول تقييم عالمي على الإطلاق حيث سيجتمع العالم بأكمله لتقييم التقدم المُحرَز حتى الآن في ما يخّص هدف اتفاقية باريس للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية وسيكشف المؤتمر الفجوة ما بين الطموحات والواقع ومن المحتمل جداً أن نكون بعيدين عن المسار الصحيح وسيكون العالم عندها بحاجة إلى تصحيح هذا المسار“.
وتابع : ” من خلال ترأس دولة الإمارات لمؤتمر COP28 ستساهم الإمارات بضمان تسريع العمل والتعاون لإعادة العالم إلى المسار الصحيح بحلول عام 2030 إن التحديات التي نواجهها هائلة ولتحقيق أهدافنا يجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 43% خلال مدة زمنية تقل عن سبع سنوات من أجل تعزيز نظام الرعاية الصحية وتحقيق خطوات ملموسة في التكيف والوقاية، والتعافي، للمجتمعات المتضررة“.
ومن جانبه أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على الضرورة الملحة لتحقيق مزيد من الشراكات الجديدة ودفع الاستثمارات التي من شأنها دعم استراتيجيات التكيف الصحي العالمي مع التغير المناخي.
وقال: “إن الأزمة المناخية العالمية هي أزمة صحية. وتلقي الظواهر المناخية المتطرفة وفقدان التنوع البيولوجي وتهالك الأراضي الزراعية ونقص الغذاء والماء، بآثار كبيرة على صحة الملايين من الأشخاص حول العالم“.
وأضاف: “يجب علينا أن نتبنى استراتيجيات فعالة للتخفيف من حدة آثار التغير المناخي مثل استخدام التقنيات المبتكرة والاستثمار في النظم الصحية المقاومة لتلك التغيرات، وتجهيز قوى مدربة عاملة في القطاع الصحي وذات أجور مناسبة“.
من جانبها نوهت تالا الرمحي مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير إلى الفرصة البارزة التي تتيحها القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي لدفع جهود جديدة في مجال العمل الصحي المرتبط بالمناخ بما يسهم في تحقيق طموحات وأهداف قيادة دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP28.
وقالت: “نحن نقف اليوم عند منعطف هام جداً في مواجهة التحديات الصحية التي يفرضها التغير المناخي إذ أننا جاهزون للحد من تأثير تلك التحديات عبر ثلاث نقاط هامة رئيسية تتمثل في: الالتزام العالمي غير المسبوق للحد من التغير المناخي وإيقاف تدمير كوكبنا الوعي المتزايد بأثر تغيرات المناخ على صحة الإنسان وظهور الأدوات والتقنيات الجديدة الكفيلة ببناء أنظمة صحية عادلة ومرنة في وجه التغيرات المناخية“.