عشقت دانة العلي الرياضة منذ سن مبكرة ولكنها لم تفكر يوماً في تسلق الجبال، وقبل خمس سنوات خطرت على بالها الفكرة وكان عليها أن تقنع زوجها وأهلها وتواجه عالمها الصغير بإجابة على سؤال واحد “ليش”.
“إذا قال لي أحدهم قبل 6 أعوام أنني سأحاول تسلق جبل إفرست، لربما ضحكت”. هذا ما قالته لموقع CNN بالعربية متسلقة الجبال الإماراتية دانة العلي، خلال حديثها عن للحصول على لقب أول إماراتية تتسلق إلى قمة إيفرست قريباً في عام 2019.
البدايــة..
بدأت رحلة الإماراتية دانة العلي في تسلق الجبال في عام 2013 عندما شجّعها حبها للمغامرة والترحال إلى قضاء أسبوع في تنزانيا لتسلق جبل كلمنجارو، ولكن سرعان ما تحولت هذه المغامرة، التي لم تتوقع عائلتها أنها ستتكرر، إلى شغف، إذ قالت العلي: “عدت وأنا مليئة بالحياة، ومعي فكرة مجنونة هي: تسلق جبل إفرست”.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت المُغامِرة، التي تبلغ من العمر 33 عاماً، تعمل بجهد وتقهر الجبال واحدةً تلو الآخرى على أمل أن تصبح “أول إماراتية تحاول تسلق جبل إفرست”.
ولمساعدتها في الوصول لهدفها، تمر العلي خلال الكثير من التدريبات البدنية التي تشمل تمارين قوة التحمل، والأثقال، كما أنها تحرص على استغلال الطقس خلال فترة الشتاء في الإمارات العربية المتحدة عبر تسلق الكثبان الرمليّة.
كما أنها تسلقت عدّة جبال على سبيل تحضير نفسها بدنياً مثل جبل أكونكاغوا عام 2017.
ولكن تعتقد العلي أن مرحلة التحضير تتعلق بالجانب الذهنيّ أكثر من الجسدي، ولذلك تحاول قدر الإمكان التحدّث مع أشخاص سبق أن تسلقوا جبل إفرست لتتعلم من تجاربهم، بالإضافة إلى مشاهدة أفلام وقراءة كتب تتمحور حول جبل إفرست.
ورغم كون تسلق الجبال أمراً صعباً بحد ذاته، تعتبر العلي أن أول تحدّي واجهته لم يكن من الطبيعة الوعرة للجبال، بل من عائلتها، وشرحت قائلةً: “أتى التّحدّي الأول من أفراد عائلتي، فكانوا قلقين على سلامتي لأن لديّ طفلين”. ولكن تصف العلي عائلتها اليوم بـ”أكبر الداعمين” لها.
ولذلك، بالإضافة إلى حملها لعلم الإمارات التي تفتخر به عند تسلقها للجبال، تحرص العلي أيضاً على حمل أشياء ذات قيمة معنوية مثل رسمتين من قبل ابنتها اليازية، وابنها حمدان.
ومن أجل رحلتها المستقبلية إلى جبل إفرست، تحضّر العلي دفتراً صغيراً يكتب فيه أفراد من عائلتها وأصدقائها كلمات محفّزة لن تقرأها إلا عندما تكون على جبل إفرست وفي أمس الحاجة إليها.
وكوالدة لطفلين، ترغب العلي في إثبات أن النساء العربيات يستطعن أن يكنّ أمّهات وأصحاب مهن وأن يحققن أحلامهن في الوقت ذاته، وذلك بعد ملاحظتها لوجود بعض الآراء السّلبيّة تجاهها لأسباب ثقافية ولكونها امرأة.
ولكن تُعبّر الإماراتية عن نظرتها الإيجابية تجاه مجال الرياضات الخطرة، حيث أنها لاحظت تزايداً في أعداد النساء اللواتي يقمن بتحدّي الصورة النمطية والانخراط في هذا المجال.
وتأمل العلي أن تكون مصدر إلهام للنساء العربيات لملاحقة أحلامهن. ولذلك، عند مواجهتهن للتحدّيات، تنصحن قائلةً: “قوموا بقهر كل التحدّيات الواحدة منها تلو الأخرى ولا تستسلمن أبداً!”.