طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأحد الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة منع إسرائيل من تنفيذها عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة واجتياجها بريا، لتجنب وقوع كارثة إنسانية لا مثيل لها بالقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس عباس ،في الثمانينات من عمره خلال مداخلته في الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي المقام في السعودية، “اجتياح إسرائيل لرفح يعني تشريد أكثر الفلسطينيين الموجودين هناك لخارج القطاع، وهذا يزيد من المعاناة للفلسطينيين أسوة بما حدث لهم في عام 1948 وعام 1967”.
وأضاف عباس، الذي يترأس حركة فتح الفلسطينية، الغريم الأساسي لحركة حماس “إن إسرائيل تدعي بأنها تعاقب حماس على هجومها العسكري على البلدات الإسرائيلية ولكن في الواقع هي تعاقب المدنيين وتمارس القتل والتهجير للسكان المدنيين وهذا بالأدلة والأرقام”.
وأوضح عباس بأنه بصفته رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وللسلطة الفلسطينية وحركة فتح فإن موقفه من هجوم حماس كان واضحا حيث أنه أدان الهجوم لأنه استهدف مدنيين وهذا مرفوض تماما “بغض النظر عن انتماءاتهم وجنسياتهم وديانتهم”.
وتابع “ولكن في نفس الوقت نحن قلنا بأنه لا بد من وقف العدوان الإسرائيلي فورا لأنه مؤذي جدا ونعرف نتيحته وإلى أي مدى سيصل”، معربا عن خشيته بأن توسع إسرائيل من عملياتها العسكرية ليس إلى رفح فقط ولكن للضفة الغربية وتشريد الفلسطينيين من هناك إلى الأردن.
وشدد عباس على أن الحل الأساسي لهذا الصراع وضمان الاستقرار بالشرق الأوسط هو من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية والحصول على اعتراف العالم بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة أسوة بالاعتراف بدولة إسرائيل.
وتابع عباس “نقول لإسرائيل الحق بالحصول على الأمن، ونحن كفلسطينيين حقنا الحصول على حق تقرير المصير، في دولة مستقلة اسوة بباقي شعوب العالم”.
وأتت تصريحات عباس بالتزامن مع إعلان وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة رفح جنوب قطاع والتي تأوي أكثر من 4ر1 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين الذين اضطروا للفرار من الهجمات الإسرائيلية إليها (غالبا كانت بناء على أوامر من الجيش الإسرائيلى ).
ويعيش الفلسطينيون تحت وطأة حرب واسعة النطاق شنتها إسرائيل على حماس التي تدير القطاع منذ عام 2007 وذلك عقب تنفيذ الاخيرة هجوما عسكريا مباغتا على البلدات الإسرائيلية وقتل أكثر من 1200 شخص من بينهم إسرائيليون وأجانب ومزودجو الجنسية واختطاف حوالي 240 آخرين.
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الهجمات الجوية والبرية والبحرية الإسرئيلية على القطاع، مخلفة أكثر من 34 ألف قتيل وما يزيد عن 77 ألف جريح بين الفلسطينيين بحسب ما أوردته إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينيية بالقطاع.