أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، عن بدء أعمال بناء الرصيف البحري قبالة ساحل قطاع غزة الذي سيستقبل سفن الشحن لتوصيل المساعدات عن طريق البحر، فيما أفادت الأمم المتحدة باضطرار فريقها الذي كان يتفقد موقع الرصيف، إلى البحث عن مأوى، الأربعاء، بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر، خلال إحاطة صحافية، “أؤكد أن سفناً حربية أميركية، بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء مؤقت ورصيف في البحر” قبالة غزة.
ومن شأن هذه المنصة المؤقتة في البحر أن تسمح لسفن عسكرية أو مدنية بتفريغ حمولتها على أن تنقل المساعدات لاحقاً بواسطة سفن دعم لوجيستي إلى رصيف على الشاطئ.
تواجه خطة واشنطن بشأن ميناء مساعدات غزة، تحديات كبيرة من بينها مخاوف بشأن هجوم إيراني ضد الجنود الأميركيين، فضلاً عن استهداف إسرائيل لعمال الإغاثة.
وأوضح مسؤولون أميركيون، أن هذا المسعى لا يتضمن “نشر قوات على الأرض” في قطاع غزة الذي يشهد حرباً، لكن جنوداً أميركيين سيكونون بجوار قطاع غزة خلال بناء الرصيف الذي ستشرف عليه قوات إسرائيلية أيضاً.
وستكلف منظمات غير حكومية على الأرجح بتوزيع المساعدات بعد وصولها إلى القطاع، بحسب ما أفادت به وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة “إكس”، موافقة الجيش على “مبادرة جديدة تُعنى بإنشاء محور لوجستي من الشاطئ في غزة JLOTS- Joint Logistical Over- the-Shore والتي تقودها القيادة المركزية الأميركية الوسطى CENTCOM”.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي”سيعمل على تقديم الدعم الأمني واللوجستي للمبادرة، التي تشمل إنشاء رصيف عائم مؤقت على شواطئ القطاع ونقل المساعدات بحراً إليه”.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس، أن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية، اضطر إلى البحث عن مأوى لـ”بعض الوقت”، الأربعاء، بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.
وأوضح المتحدث أن “قذيفتين سقطتا على بعد حوالي 100 متر، لكن لم تقع إصابات”، مشيراً إلى “تمكن الفريق في النهاية من مواصلة الجولة”.
من جهتهم، قال مسؤولون أميركيون لمجلة “بوليتيكو”، إن “نشطاء في غزة أطلقوا قذائف هاون، الأربعاء، على القوات الإسرائيلية” التي كانت تستعد لإنشاء ممر مساعدات بحري جديد قبالة غزة.
وأشار مسؤول أميركي، إلى أن “المعدات الأميركية لم تتضرر”، لافتاً إلى أن “المشروع الذي تقوده الولايات المتحدة، لإنشاء رصيف بحري قبالة غزة بالإضافة إلى جسر متصل بالشاطئ، لم يكتمل بعد”.
يستغرق إنشاء ميناء مساعدات غزة، الذي أعلن الرئيس الأميركي، العمل على إنشائه، أسابيع، حسبما أكد مسؤولون أميركيون، بينما يحظى هذا المشروع بمشاركة دولية واسعة.
وذكر مسؤول أميركي آخر، أن “قذائف الهاون أصابت المنطقة التي كانت تجري فيها الاستعدادات”، لافتاً إلى أنه “ليس من الواضح ما إذا كان المسلحون يعرفون ما كانوا يهاجمونه”، مضيفاً أنهم “ربما رأوا فقط هدفاً سانحاً لاستهدف الجيش الإسرائيلي”.
وسبق أن ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن “مقاتلين من مجموعات مختلفة في قطاع غزة هاجموا منطقة العمل في شمال القطاع”.
ولم يذكر البيان الإسرائيلي، الجهود التي تقودها الولايات المتحدة، لكنه قال، إن العمل “جزء من جهود الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، لتوسيع المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة”.
وكان المتحدث باسم البنتاجون، قال، في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري، إن “السفن العسكرية الأميركية التي تحمل معدات لبناء الرصيف، موجودة في البحر الأبيض المتوسط وعلى أهبة الاستعداد لبدء البناء”.
ووفقاً للمجلة، لا يزال المسؤولون يراجعون “قائمة” بالأشياء التي يجب القيام بها قبل بدء عملية بناء الرصيف، والتي تشمل وضع اللمسات الأخيرة على “الاتفاقيات الأمنية”، و”توزيع المساعدات”.
وتستهدف الولايات المتحدة إنشاء رصيف بحلول نهاية أبريل الجاري أو الأول من مايو المقبل، على ساحل البحر المتوسط في غزة، حتى يتسنى تسليم المساعدات التي تخضع لفحص مسبق في قبرص بإشراف إسرائيلي.