يعتبر العناد في مرحلة الطفولة ظاهرة مزعجة تؤثر حالياً على العديد من الأسر، وتنعكس مع مرور الوقت بقوة على سلوك الطفل في السنوات القليلة الأولى من حياته.
طفلي عنيد..ماذا أفعل؟
العناد هو سلوك يتسم باختلاف الأطفال المتكرر مع آراء والديهم والإصرار على مواقف تتعارض مع مواقف والديهم ورغباتهم وأوامرهم ونواهيهم.
وقد يتطور العناد ويتحول إلى شكل عدائي، مثل تصرف الطفل بعدوانية تجاه إخوته في المنزل أو التصرف على عكس ما يطلب منه باستثناء البكاء أو القيام بإيماءات عاطفية عشوائية. وقد يصمت لفترات طويلة كنوع من المعارضة، وقد يتعمد إيذاء نفسه، مثل ضرب رأسه بالحائط، أو ضرب أصابعه أو يديه.
ويعرف علماء النفس التمرد بأنه: موقف نظري من قضية أو موقف معين يضع الشخص المعاند في موقف المعارضة والرفض.
ومن أهم العوامل التي تزيد من سلوك العناد عند الأطفال ما يلي:
– العوامل الداخلية: وهي العوامل التي تؤثر على عناد الطفل من الداخل، مثل العوامل الوراثية والذكاء وغيرها.
فمثلاً قد يؤثر المزاج العصابي لأحد الوالدين على ظهور شدة العناد. في أطفالهم.
وقد تترجم هذه العوامل إلى ضغوطات خارجية على الطفل وقد تؤدي إلى تطور العديد من الاضطرابات النفسية.
– العوامل الخارجية: وهي العوامل التي تؤثر على البيئة الخارجية المحيطة بالطفل بسبب تصرفات الوالدين والأسرة، مما يؤدي إلى زيادة التوتر لدى الطفل، وبالتالي زيادة عدم الاهتمام، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى العدوان والعنف.
-الإهمال
إهمال الطفل من قبل الوالدين يجعله تدريجياً إنساناً عنيداً ومثابراً، وأسباب هذا الإهمال كثيرة، منها أن لديهم مشاكل وهموم كثيرة وعدم وجود الوقت الكافي لرعاية أطفالهم، وخاصة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة. العديد من الأطفال في الأسرة. أطفال.
– الحرمان
جميع أشكال الحرمان يمكن أن تنتج العناد، وخاصة الحرمان من الحب الأمومي، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الميول العدوانية. وتشتد حالة العناد عندما يدرك الطفل أنه يستطيع تحقيق مطالبه من خلالها، كما تشتد عندما يتم سلب حركة الطفل وتقييد حريته. وهذا في حد ذاته يمثل صعوبة أخرى في هذا المجال.
– إساءة معاملة الوالدين
في بعض الحالات، إذا كان الآباء قاسيين، فسوف يهرب الأطفال منهم. يعتاد الطفل على العصيان وعدم الرغبة في إطاعة الأوامر والنواهي، وهو ما يراه عوامل تتعارض مع استقلاليته، فيعتمد أساليب عنيدة للتخلص منها.
تأثير التلفاز على العناد عند الأطفال
عندما نشاهد برامج الأطفال في التلفاز، وخاصة الرسوم المتحركة، نرى أن بعضها يركز على العناد، وفيه شخصيات شريرة تتعارض مع شخصيات طيبة، وشخصيات صارمة تتشاجر مع اللطيفين، وبعضها يستسلم للنموذج. عنيد أو ساخر أو عدواني. كل هذه الأنماط تثير غضب الطفل، فيحاول تقليدها وتقليدها في سلوكه الخاص عند تعامله مع الآخرين، أي أنه من خلال الطفل يقلد السلوك الذي شهده.
خيارات العلاج لعلاج السلوك العنيد:
علاج فردي
في كثير من الأحيان تصل العلاقة بين الأطفال وأولياء الأمور أو المعلمين إلى طريق مسدود، لذلك يحتاج الطرف الآخر إلى التدخل بموقف محايد وموضوعي ومنطقي ومتفهم ومتقبل، وهذا هو دور المعالج النفسي الذي لديه مجموعة متنوعة من المواقف. المعرفة النفسية والنفسية. إجراء مقابلة فردية مع الطفل لتحديد مصدر الشكوى وما الذي دفعه إلى الإصرار على السلوك والاستمرار فيه. وعلى المعالج ألا يحاول إحداث تغييرات سريعة ومؤقتة وسطحية لدى الطفل، بل عليه أن يحاول تعليمه مهارات جديدة في كيفية التفكير. التواصل والتفاعل مع الآخرين بهدوء دون الظهور بمظهر العنيد أو العدواني.
العلاج السلوكي
وفقا للمدرسة الفكرية السلوكية، فإن السلوكيات العنيدة هي سلوكيات يتم ترسيخها وتعزيزها دون وعي الأسرة أو البيئة المحيطة بالطفل. ولذلك فإن العلاج في نظر أصحاب المدرسة السلوكية هو تكرار عملية تربية الأبناء في مواقف مختلفة وفق مبادئ الثواب والعقاب، حتى يمكن تدريب الوالدين وتشجيع الأبناء وتعزيز ردود أفعالهم الطيبة، تجاهل ردود الفعل السيئة، وبالتالي توفير بيئة أفضل لنمو الأطفال، فالنمو يخلق الفرص. ويتطلب هذا العلاج أنشطة خاصة للوالدين وقد يتطلب من الطفل قضاء بعض الوقت في بيئة علاجية مناسبة بعيدا عن البيئة المنزلية من أجل تعلم أنماط سلوكية جديدة في ظل ظروف أفضل.
التوجيه العائلي
وهذا نوع من العلاج التثقيفي والإرشادي للآباء مع التركيز على أسباب عناد أبنائهم والطرق الصحيحة للتعامل معه. وهذا مفيد إذا كان الوالدان متعلمين ويتمتعان بالمرونة الكافية لقبول فكرة أن طفلهما قد ارتكب خطأ. وفي عملية تربية الأبناء يمكن تصحيح هذا الخطأ عن طريق بعض التعديلات في العلاقات داخل الأسرة، ويجب أن يكون المعالج حكيماً بما يكفي لعدم إلقاء اللوم على الوالدين أو اتهامهما بالجهل أو الإهمال (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر).
ويمكن القول أن استخدام طريقة علاج واحدة لا يحقق دائمًا النتائج المرجوة، بل يجب استخدام تقنيات علاجية متعددة للتعامل مع هذه الظاهرة المعقدة.
توجيه الوالدين لمنع أو تخفيف / تقليل شدة سلوكيات الأطفال العنيدة
يجب على الآباء التحلي بالصبر والحسم في التعامل مع أطفالهم. فبدلاً من الرد على صراخه بالصراخ، رد على عناده بالعناد.
يجب على الأب أو الأم أولاً أن يجذب انتباه الطفل بعناية، مثل إعطائه شيئاً يحبه، كلعبة صغيرة أو قطعة حلوى، ومن ثم إعطاؤه الأوامر بطريقة لطيفة.
يتعين على الآباء أن يعطوا الأوامر لأطفالهم بهدوء ولطف، بدلا من أن يكونوا وقحين أو متسلطين. وينبغي لهم أن يربتوا على كتف أطفالهم أو يعانقواهم بلطف، ثم يطلبوا من أطفالهم أن يفعلوا شيئا يريدون القيام به.
فبدلاً من إعطاء العديد من الأوامر في وقت واحد، يمكن للوالدين فصل الأوامر وإعطائها لأطفالهم بشكل متقطع.
يتجنب الآباء اللجوء إلى العقاب اللفظي أو الجسدي كوسيلة لتغيير سلوك أطفالهم.
ويجب أن يصدر الأمر بحزم ودون تردد، أي لا تأمر به مدة من الزمن ثم تنهى عنه.
فكر فيما يريده طفلك. إذا كان طلبه يفي باحتياجاته الضرورية. وفي الوقت نفسه، ليس الأمر مستنكرًا، تمامًا مثل اختياره للملابس. أو أسلوب شعره. لذا دعه يقرر بنفسه.
عندما يطيع طفلك أمرك، كافئيه بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها. -حرمانه من حقوقه كلما عصى الأوامر، فالتعزيز مهم في التخفيف من عناد الطفل.
يجب أن تتبعي طفلك بطريقة لطيفة وغير مسيطرة، فمثلاً إذا طلبت منه أن يقوم بواجباته المدرسية، عليك أن تتبعيه.