أكدت دولة الإمارات أهمية استمرار الحوار وبناء الثقة بين الأطراف السورية، بما يضمن التوصل إلى حل سياسي بقيادة وملكية سورية، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة. وشددت على أهمية استمرار الزخم الدبلوماسي العربي لدعم إيجاد حل سلمي، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وذلك بعد غياب أي تحركات جدية على هذا المسار لفترة طويلة، بينما أعربت عن قلقها إزاء تصاعد التوترات في سوريا هذا الشهر واشتعال جبهات القتال كافة.
وقالت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن الدولي ألقاه السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة: إن الدور الذي تضطلع به مجموعة الاتصال العربية بشأن سوريا مهم، ويجب دعمه من قبل المجتمع الدولي، خاصة وأن جميع هذه المساعي العربية تهدف إلى مساندة وتعزيز المسار الأممي وجهود المبعوث الخاص.
بناء الثقة
وفي مجال المسار السياسي في سوريا، أوضح أبوشهاب تأكيد دولة الإمارات أهمية استمرار الحوار وبناء الثقة بين الأطراف السورية، بما يضمن التوصل إلى حل سياسي بقيادة وملكية سورية، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، كما أكدت دولة الإمارات «أهمية استمرار الزخم الدبلوماسي العربي الذي شهدناه على امتداد الأشهر الماضية لدعم إيجاد حل سلمي، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وذلك بعد غياب أي تحركات جدية على هذا المسار لفترة طويلة».
وعلى الصعيد الأمني، أعربت الإمارات عن قلقها إزاء تصاعد التوترات في سوريا سبتمبر الجاري واشتعال جبهات القتال كافة، الأمر الذي يستوجب مواصلة الدعوة إلى خفض التصعيد في كل المناطق ووقف أعمال العنف، خاصة مع هشاشة الأوضاع واستمرار تنظيم «داعش» الإرهابي في التربص بأي فراغ أمني لإعادة بسط سيطرته على المناطق المحررة. ونكرر موقفنا الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على استقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وإحلال الأمن واستدامة الاستقرار فيها.
ترحيب بالمساعدات
فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، رحبت دولة الإمارات باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر «باب الهوى» سبتمبر الجاري، حيث تعد هذه التطورات المهمة والإيجابية نموذجاً على النتائج التي يمكن تحقيقها عبر الحوار البنّاء والتفاهم المشترك. وأعربت عن تقديرها في هذا السياق جهود الحكومة السورية وأوتشا، وتعاونهما الوطيد خلال الأشهر الماضية للتوصل إلى التفاهم المنشود في وقت تشتد فيه الحاجة إلى هذه المساعدات الإغاثية.
وأكدت الإمارات أهمية استمرار وصول المساعدات عبر المعبرين الحدوديين الآخريْن، وآخرها دخول ست شاحنات عبر معبر باب السلامة، ما يسهم في إدخال أكبر قدر ممكن من المعونة عبر كل الطرق المتوفرة.
وشددت على ضرورة ضمان وصول القوافل عبر الخطوط على نحو منتظم ومن دون عوائق.
انهيار اقتصادي
وقال أبوشهاب: «يتعين على المجتمع الدولي بحث كل السُبل التي يمكن من خلالها وقف الانهيار الاقتصادي في سوريا، والحد من تداعياته المأساوية على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية للشعب السوري الشقيق، ولهذا يجب التركيز على مشاريع الإنعاش المبكر، التي تظل السبيل الأمثل لإحداث تغيير ملموس على الأرض، خاصة من حيث إصلاح البنية التحتية، الأمر الذي سيسهم في توفير مقومات العيش الكريم للسوريين وتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين».
وشددت الإمارات على أن المرحلة الراهنة هي مرحلة حرجة للشعب السوري، «تقتضي منا أن نضع مصلحتهم فوق أية اعتبارات، بحيث نمهد الطريق نحو وضع حد لمعاناتهم الشديدة وتمكينهم من العيش بأمن وسلام وكرامة. أما ترك الملف السوري أسيراً للخلافات الجيوسياسية فلن يصب في مصلحة أي طرف، بل يُنذر بمزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية التي تطال تداعياتها المنطقة بأكملها».