أعربت دولة الإمارات عن دعمها لجهود بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية «مينوسكو»، وثمنت الدولة تأكيد حكومة الكونغو التزامها بعقد الانتخابات كما هو مخطط لها نهاية 2023، عبر نشر اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، قوائم المرشحين، ودعوة مراقبين إقليميين، ودوليين، للإشراف على الانتخابات، وكذلك هيئات الأمم المتحدة المعنية.
جاء ذلك في بيان وفـد الإمارات في مجلس الأمن بشأن البند المعنون الحالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ألقته أميرة الحفيتي، نائب المندوب الدائم، ونشرته البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، أمس.
وشجع البيان بعثة «مينوسكو»، بصفتها شريكاً رئيساً في العملية الانتخابية، على مواصلة تقديم الدعم اللازم في هذا الجانب، بما يتماشى مع أولويات جمهورية الكونغو الديمقراطية وولاية البعثة. وأكد بيان الدولة أهمية أن «تواصل بعثة «مينوسكو» تيسير المشاركة السياسية الشاملة في العملية الانتخابية، وتعزيز مشاركة المرأة، على أن يتم ذلك بشكل هادفٍ، وكامل، لضمان فعالية الجهود».
وأضاف: «ساهمت ورش العمل التي نظمتها بعثة «مينوسكو» خلال الأشهر الأخيرة في بونيا، وجنوب كيفو، على زيادة عدد النساء المرشحات لشغل مناصب سياسية، ونتطلع إلى مواصلة البناء على هذه المكتسبات المهمة».
وعبر البيان عن أمل الإمارات في تركيز البعثة، ضمن مجالات عملها، على «ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين المجتمعات، والتصدي لخطاب الكراهية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2686 بشأن «التسامح والسلم والأمن الدوليين»، لأهمية هذا النهج الوقائي في إرساء الأمن والاستقرار على المدى البعيد، والحيلولة دون تفاقم النزاعات».
وأعربت الدولة خلال البيان عن القلق حيال «انعدام الأمن في شرق البلاد، خاصة مع استمرار أنشطة الجماعات المسلحة». وأكدت ضرورة احترام حركة «23 مارس» وقف إطلاق النار، فيما جددت دعوتها الحركة، وكافة الجماعات المسلحة الأخرى، لإلقاء أسلحتها ووقف الأعمال العدائية المدانة، بشكل دائم، دون قيد أو شرط.
وشدد البيان على ضرورة اتباع نهج شامل للتصدي لانعدام الأمن في البلاد، وتوفير الحماية للمجتمعات، مع إيلاء أهمية خاصة لأوضاع النساء والفتيات، وضمان حمايتهن، مع ضرورة التزام جميع الجماعات المسلحة بالقانون الدولي الإنساني، ووقف جميع أشكال العنف ضد المدنيين.
وأكدت الدولة أن حل الخلافات وتهدئة التوترات شرقي الكونغو، يتطلب عملية سلام شاملة، بقيادة أفريقية، تعتمد في جوهرها على الحوار، والتواصل البنّاء، بين الشركاء المحليين، والإقليميين، والدوليين.
فيما أثنى بيان الإمارات على جهود الوساطة الإقليمية الحالية، وضرورة دعمها، آملاً بأن تؤدي القمم والاجتماعات التي عقدت خلال الفترة الماضية، إلى حشد الزخم المطلوب لترسيخ الأمن والاستقرار، مشدداً على ضرورة تكامل جميع المبادرات، والعمل على التنسيق بشكل وثيق مع الحكومة الكونغولية لإنجاحها.
كما جاء في البيان «تحث دولة الإمارات، الوكالات المعنية في الأمم المتحدة، على مواصلة العمل مع السلطات الوطنية، للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتحديداً على الأطفال، حيث يعاني ما يقرب من مليون طفل من سوء التغذية الحاد، هذا إلى جانب الظروف الصعبة التي يمر بها الأطفال النازحون».
وأضاف أن «إغلاق أكثر من 1000 مدرسة هو أمر غير مقبول، إذ يجب علينا حماية مستقبل هذا الجيل وتمكينه، فهو من سيتولى يوماً قيادة البلاد».
وشدد البيان على ضرورة معالجة جميع التحديات على نحو مستدام، ما يتطلب إحراز تقدم ملموس على المسارات السياسية والأمنية، بحيث يسود البلاد الاستقرار والازدهار.
