تشهد الفترة ما قبل غلق باب القيد للميركاتو الصيفي إجراء بعض الأندية تغييرات على مستوى اللاعبين، وخصوصاً الأجانب، في محاولة لتعديل أوضاعها عقب فترة التوقف الدولي الحالية وقبل العودة لاستئناف مباريات دوري أدنوك للمحترفين.
ويغلق باب قيد الانتقالات الصيفية لموسم 2023 – 2024 الخميس المقبل، بعدما كان انطلق في الثالث من يوليو الماضي.
وأصبح تغيير بعض اللاعبين عقب التعاقد معهم خلال فترة الانتقالات وبعد بداية الموسم وخوض عدد من المباريات ظاهرة سلبية متكررة في دورينا، إذ بدأت أندية في الاستغناء عن بعض لاعبيها ومحاولة تعويضهم بلاعبين جدد، أو استبدال عناصر تم التعاقد معها أخيراً والسعي لإبرام تعاقدات جديدة، وهو ما يتكرر بصفة مستمرة مع بداية كل موسم.
تعاقد
وأكد حسين المصعبي، وكيل اللاعبين، أن تغييرات اللاعبين الأجانب بعد التعاقد معهم في الانتقالات الصيفية عقب بداية الموسم وقبل غلق باب القيد بالفعل هي ظاهرة متكررة في دورينا، ناتجة عن عدم وجود تقييم حقيقي من جانب إدارات الأندية للاعبين الجدد.
مشيراً إلى أن هناك أخطاء عدة تتسبب في إجراء التغييرات، أهمها عدم التعاقد مع اللاعب الذي يحتاج إليه الفريق ولا يتطابق مع المواصفات التي قد تناسب الفريق وأسلوب وطريقة لعبه.
وقال: «الأندية مطالبة بتقييم احتياجاتها الفعلية من اللاعبين الأجانب، وليس إبرام تعاقد قد لا يكون الفريق بحاجة له من الأساس، وعن طريق تحليل لأدائه لفترة زمنية، وهل هذا اللاعب يناسب إمكانات النادي وأسلوب لعب المدير الفني من عدمه، لن يحدث ذلك سوى عبر تقييم شامل لإمكانات اللاعب وقدراته ومدى قدرته على تحقيق الإضافة للفريق، وبالتالي يكتشف النادي بعد ذلك ضرورة تغيير اللاعب عقب بداية الموسم».
وأضاف المصعبي: «الظاهرة ليست بجديدة على دورينا، وتحدث منذ مواسم سابقة، وأصبحت الأندية تعيش في الدوامة نفسها، والأمر يتكرر مرة أخرى خلال الانتقالات الشتوية التي تشهد إجراء تغييرات كبيرة على اللاعبين الأجانب».
وتابع: «قد يتعاقد نادٍ هدفه البقاء أو منتصف الجدول على سبيل المثال مع لاعب أجنبي يلعب سابقاً مع فريق منافس أو بطل، بالتأكيد الأمر سيختلف عندما ينتقل لنادٍ آخر غير منافس؛ لأنه في فريقه السابق كان لديه عناصر تساعده على التألق، وعندما يبدأ مشواره مع ناديه الجديد يصبح مطالباً بأن يفعل كل شيء، ولكنك تكتشف أنك بحاجة لمساعدة هذا اللاعب، وأنه غير قادر على أن يكون النجم الأول في فريقك».
وشدد المصعبي على أن الحل يكمن في المتابعة والتقييم الدقيقين للاعبين، ليس على مستوى أدائهم وحسب، وإنما سجل اللاعب الطبي وحياته خارج الملعب وما إذا كانت تناسب النادي والفريق من عدمه، وهل يستطيع اللعب تحت ضغوط أم لا؛ لأن اختيار اللاعبين يخضع لعوامل عدة لا تتعلق فقط بمدى موهبته وقدراته.
من جانبه، قال وصف عمر إسماعيل، لاعب منتخبنا الوطني ونادي بني ياس السابق: نتابع الظاهرة بأسف مرتين في العام، لافتاً إلى أن إدارات الأندية تتحمل نسبة ما بين 80 إلى 90 % من التعاقدات الخاطئة نتيجة سوء القرارات وعدم وجود تنسيق مع الأجهزة الفنية. وقال إن الأندية تكتشف في أحيان كثيرة أنها أخطأت في التعاقد مع بعض اللاعبين سواء في الانتقالات الصيفية أم الشتوي.
وحدوث الأمر بعد بداية الموسم ومحاولة الأندية استبدال لاعبيها الجدد بلاعبين آخرين قبل غلق باب الانتقالات ما هو إلا دليل على سوء الاختيار منذ البداية، الذي تتحمله إدارات الأندية ولجانها الفنية، موضحاً أن «من غير المقبول استبدال لاعب أجنبي جديد بعد مرور جولتين أو ثلاث فقط من الموسم، والإجابة بعدم التوفيق في التعاقد أمر غير مبرر وغير منطقي، وأصبح لا يخضع للحساب».
وأردف: «أنت لا تشتري سيارة، وإنما تتعاقد مع لاعب من المفترض أن يكون عبر تقييم شامل لكل ما يتعلق باللاعب ومدى تناسبه مع منظومة الفريق، وبالتالي التغيير يدل على عمل غير مدروس يجب علاجه تفادياً لتكراره، إضافة إلى أنه إهدار للأموال».
وأكد إسماعيل أن أحد أبرز الأسباب في حدوث الظاهرة اعتماد بعض الأندية على آراء مستشارين من خارج النادي، إضافة إلى عدم وجود خطة واضحة منذ البداية حول احتياجات وأهداف الفريق، وهل الميزانية كذلك تتناسب مع التعاقدات.
مشيراً إلى أن المدير الفني يصبح في النهاية هو الشماعة لإخفاء الأخطاء الإدارية في التعاقدات، ويتم إقالته بعد مرور بعض الوقت نتيجة عدم التنسيق، لافتاً إلى أن الاستعانة بأصحاب الرؤية الفنية وبناءً على احتياجات الفريق والمدرب هي السبيل الأمثل لتفادي أخطاء التعاقدات.
اختيار
من جانبه، أرجع خالد عبيد، مدير فريق النصر السابق والمحلل الفني، الظاهرة السلبية إلى العشوائية في بعض صفقات اللاعبين الأجانب.
مؤكداً أن الاختيارات أغلبها يحدث في فترة زمنية قصيرة في شهر ونصف أو شهرين خلال الصيف، وليس بناءً على متابعة دقيقة لمدة زمنية كافية تعكس احتياجات النادي الفعلية في المراكز التي يعاني فيها من نقص، مشدداً على أن الاختيار الخاطئ قد لا يكون دليلاً على سوء اللاعب، وإنما لأنه لا يناسب منظومة الفريق.
وقال: «قدرات اللاعبين مختلفة، ومثال على ذلك أنه ليس أي لاعب يستطيع اللعب في مانشستر سيتي أو برشلونة أو ريال مدريد، ونحن هنا نتحدث عن أعلى مستوى في كرة القدم، فما بالك بالمستويات الأقل، فقد يملك اللاعب قدرات أكبر أو أقل من فكر المدير الفني للفريق.
وبالتالي هل التعاقد يخدم فكر وأسلوب المدرب أم لا؟». وأضاف: «اللاعب الأجنبي الجديد قد لا يكون سيئاً، ويمتلك إمكانات كبيرة، ولكن اختلاف الأسلوب والطريقة لا تساعده على إظهار إمكاناته، وقد لا ينجح معك، بينما ينجح مع نادٍ آخر نتيجة اختلاف منظومة اللعب».
وأوضح أن استبدال بعض اللاعبين، وخصوصاً الأجانب، بعد بداية الموسم قد يأتي نتيجة تأثير الشارع الرياضي بناءً على مردوده في المباريات الأولى، وهو لم يحصل على فرصته كاملة ولم يتم الصبر عليه، وبالتالي تلجأ الإدارة إلى استبداله، مشيراً إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على اللاعبين، بل يمتد إلى المدربين، إذ تشهد بدايات الموسم تغييرات على صعيد الأجهزة الفنية بعد مرور جولتين أو ثلاث، وهو أمر متكرر أيضاً.