أكدت دولة الإمارات دعمها الجهود الإقليمية والدولية كافة، للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط على أساس «حل الدولتين»، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، فيما عبرت عن قلقها من زيادة حدة الاستقطاب والانقسام بالنظام الدولي، وتداعياته على السلام والأمن والاستقرار، إقليمياً وعالمياً.
ترأس معالي أحمد الصايغ، وزير دولة، وفد الإمارات المشارك في اجتماع المجلس الوزاري لـ«الجامعة العربية» في دورته العادية الـ160، الذي انعقدت الأربعاء الماضي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وأكد معاليه، في كلمة له أمام المجلس، أن الإمارات تدعم الجهود الحثيثة المبذولة لترسيخ السلم والأمن العالميّيْن، مشيراً إلى القرار التاريخي في مجلس رقم 2686 (2023) بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين، والذي اشتركت في صياغته دولة الإمارات والمملكة المتحدة، والذي يُقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية وأعمال التطرف مرتبط ارتباطاً مباشراً بانتشار النزاعات، وتفاقمها، وتكرارها، والذي يعد قراراً تاريخياً يضاف إلى عمل دولة الإمارات الدؤوب وقيمها الراسخة في دعم الجهود المبذولة لتعزيز التنمية والتسامح والتعايش بين الشعوب.
وأشار إلى أن الإمارات تعبّر عن ازدياد قلقها من زيادة حدة حالة الاستقطاب والانقسام في النظام الدولي، وتداعيات هذا الوضع على السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تعزيز
وأكد معاليه أن الإمارات تركز على نهج تعزيز جسور التواصل واعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية في حل الخلافات بين الدول.
ولفت إلى أن هناك تحديات تتطلب عملاً عربياً مشتركاً جاداً ومعالجات عقلانية مبتكرة، أبرزها أزمة الغذاء التي يواجهها العالم وتداعياتها السلبية على الدول العربية، والتغير المناخي وشح المياه، وتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب.
المناخ
وأكد معاليه أهمية العمل معاً لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ ودعم التنمية المستدامة والالتزام ببذل كافة الجهود لمعالجة هذه القضية الملحة، وأشار إلى أن الإمارات تستضيف مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» بمدينة إكسبو دبي نوفمبر المقبل، حيث تواصل الاستعداد والتحضير له بنشاط وزخم كبيرين، مشيراً إلى أن المؤتمر يشكل فرصة عالمية مهمة للتوافق على العودة إلى المسار الصحيح لمواصلة الالتزام بأهداف اتفاق باريس.
وأعرب معاليه عن تطلعه إلى مشاركة وإسهامات الأشقاء في الدول العربية في إنجاح أعمال مؤتمر «كوب28» بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار المنطقة.
وفيما يخص القضايا العربية، قال معاليه: «إنه منذ الدورة (159) لمجلسنا الموقر وحتى الآن تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيداً مقلقاً يهدد بتقويض حل الدولتين وسد طريق عملية السلام. لذا نرى أهمية أن يولي المجتمع الدولي أولوية عالية للدفع بالمسار السياسي.
كما جدد إدانة الإمارات للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وأهمية توفير الحماية الكاملة له.
وأكد معاليه، مجدداً، موقف الإمارات الداعم لكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
دعم
وبالنسبة للشأن اليمني، أكد معاليه دعم الإمارات لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، وكذلك الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن الهادفة إلى إيجاد آلية لوقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحقيق الاستقرار.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، رحب معاليه بنتائج اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والذي تم خلاله التوافق على منهجية عمل اللجنة مع الحكومة السورية.
وفي هذا الصدد، أكد أهمية إبقاء هذا الزخم من التضامن العربي لإنهاء الأزمة السورية، ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي.
وبشأن السودان، أكد معاليه أن الإمارات تتابع بقلق بالغ تطورات الأزمة في السودان الشقيق، وتدعو كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار. والتوصل إلى توافق وطني يجنّب الشعب السوداني المزيد من المعاناة وصولاً إلى الاستقرار والازدهار المنشود في السودان.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي، أعرب معاليه عن قلق دولة الإمارات من تطورات الأوضاع في العاصمة طرابلس، وجدد دعوتها للأطراف كافة إلى خفض التصعيد ووقف الاقتتال واللجوء إلى الحوار لضمان نجاح الانتخابات وتطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
وأعرب عن سعادته بمشاركة الأشقاء العرب بما حققه «برنامج الإمارات للفضاء» ومازال، من إنجازات وطنية وعربية، وذلك مع عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من أول مهمة عربية طويلة الأمد في الفضاء، مشيراً إلى أن الدولة تستعد لإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» MBZ-SAT، العام المقبل، وهو أكبر الأقمار الاصطناعية وأكثرها تقدماً.
وثمّن معاليه قرار مجموعة البريكس «BRICS» بدعوة الإمارات للعضوية الكاملة في المجموعة، وقدم التهنئة للأشقاء في السعودية ومصر، والدول الصديقة الأخرى، المدعوة للعضوية ابتداءً من الأول من يناير المقبل، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتطلع إلى العمل مع أعضاء المجموعة من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم.
وصدر بيان عن المجلس الوزاري للجامعة العربية يهنئ دولة الإمارات قيادة وشعباً بالإنجاز التاريخي لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في نجاح أطول مهمة عربية في الفضاء والتي استمرت 6 أشهر.