تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ( أم الإمارات ) رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة،الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، نظم الإتحاد النسائي العام بالتعاون مع لجنة مؤتمر الأطراف كوب 28، جلسة حوارية تحت عنوان”المرأة الإماراتية والبيئة المستدامة”، أقيمت في مقر الإتحاد النسائي العام بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يأتي هذا العام تحت شعار”نتشارك للغد”.
وافتتحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك فعاليات الجلسة بكلمة ألقتها نيابة عن سموها.. الشيخة حصة بنت سلطان بن خليفةآل نهيان، المستشارة بوزارة الخارجية.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في كلمتها : “يسعدني أن أحييكم جميعاً، كما يسرني بمناسبة يوم المرأة الإماراتية أن أهنئ بنات الإمارات وجميع النساء المقيمات على هذه الأرض المعطاء، معربة عن خالص أمنياتي القلبية لهن بمزيد من التطور والازدهار في مسيرة حياتهن بما يواكب طموحاتهن وإمكاناتهن المبهرة، ليستكملن أدوارهن المحورية وإنجازاتهن الاستثنائية في جميع المجالات”.
وأضافت سموها: “اليوم ونحن ننعم بإنجازات دولتنا الغالية في جميع القطاعات، ونفخر بما أحرزته بلادنا من تقدم ومكانة رائدة وبشكلخاص في ملف دعم وتمكين المرأة، نستذكر بكل اعتزاز وإجلال القائد المؤسس ورمز الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيبالله ثراه”، الذي كان وراء كل نجاحات المرأة الإماراتية بفضل دعمه وتشجيعه للنهوض بابنة الإمارات، ليترك إرثاً ملهماً سيظل حياً خالداً في نفوس أبناء وبنات وطننا الغالي، زارعاً روح الطموح والتفاؤل، ومحفزاً على الإنجاز، ومقوياً العزيمة في مواجهة التحديات، وممهداً لشعبه الحبيب دروب النهضة والازدهار”.
وأضافت سموها: “مع كل عام نحتفل فيه بابنة زايد الحبيبة، تغمرني مشاعر التقدير والاحترام والثناء لكل امرأة تفانت في عملها لدعم مسيرةتنمية بلادنا العامرة واجتهدت لاستشراف مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً وبهاءً للوطن، كما يسعدني أن أحيي كل امرأة أخلصت في واجباتهاالأسرية كإبنة صالحة وزوجة مشجعة وأم مربية لأجيال المستقبل الذي أعتبره أعظم دور على وجه الأرض لما له من بالغ الأثر في إعدادأبنائنا وبناتنا ويضمن الحفاظ على ثقافتنا وجذورنا الأصيلة المتوارثة بين الأجيال، لتظل دولتنا الحبيبة رمزاً من رموز التواصل الرصين بينالماضي والحاضر والمستقبل، وواحة إبداع وابتكار وعطاء إنساني لا ينضب، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايدآل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وسمو الشيخ منصور بن زايد ال نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة وأخوانهم أصحاب السمو أعضاءالمجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات، التي تعمل وتحرص كل الحرص أن يكون لدولتنا بُعد حضاري وإنساني مرموق، يصنع المستقبل الملائم لأجيالنا القادمة”.
وأوضحت سموها: “في عام الاستدامة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، ليكون شعارعام 2023، ومع اقتراب موعد استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ(COP28)، يظهر جلياً مدى إيمان القيادة الرشيدة بقدرة المرأة ويؤكد ثقتها فائقة الحدود في إمكاناتها المخلصة على القيادة والعطاء، وذلك من خلال تعيين معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع رائدة مناخ للشباب، ورزان المبارك رائدة المناخ للمؤتمر،وبالتوازي مع ذلك، تواصل معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي، فضلاً عن العدد الكبير من العنصر النسائي الذي سيعمل ضمن الفريق الوطني لخروج هذا الحدث العالمي بالصورة التي تليق بالمكانة الرائدة للإمارات في منظومة العمل الخاصة بالتغير المناخي عالمياً”.
وأكدت سموها: “تُعد مشكلة تغير المناخ بالغة الأثر على العالم أجمع، لاسيما بعدما ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وتضاعفت موجات الحر والجفاف والأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات المدمرة، وأصبحت تؤثر سلباً على أمن واستقرار الدول، ويصعب الأمر بشكل أشدوطأة على الفئات الاجتماعية الأكثر ضعفاً وفى مقدمتها النساء، الأمر الذي تداركته دول العالم والمؤسسات الأممية المعنية بمكافحة الأضرارالبيئية الناتجة عن التغير المناخي، ومن ثم بدأ العمل على وضع الأطر والاتفاقيات الخاصة بـ”العمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي”.
وتابعت سموها: “ومن هذا المنطلق يعمل الاتحاد النسائي العام وفق توجيهات القيادة الرشيدة على إطلاق مبادرات تعزز من جهود الدولةلحماية المناخ لصالح الأجيال القادمة وتتيح بيئة تمكينية للمرأة وزيادة الوعي العام حول المساواة بين الجنسين وتغير المناخ، وذلك نظراًلأهمية مشاركة المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغير المناخي، والتي لها دور مؤثر في معالجة جذور التحديات العالمية التي تؤثر على منظومة التنمية المستدامة ولعل التغير المناخي من أهم ركائزها، ولعل من أبرز المبادرات التي تم إطلاقها مبادرة “التغيير المناخي والمساواةبين الجنسين”، التي جاءت بتنظيم من وزارة الخارجية والاتحاد النسائي العام ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث عملت على إقامة برنامج شامل من الفعاليات لتفعيل دور المرأة في حوارات التغير المناخي”.
وأشارت سموها: “ومن هذا المنطلق يسرنا أن نؤكد أن دولة الإمارات تتطلع دائماً للعمل مع جميع الحكومات والهيئات والمنظمات الدوليةالمعنية لتعزيز دور المرأة في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة، لما تمثله المرأة من محرك رئيس لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تداعيات التغيراتالمناخية على كافة الأصعدة، ونحن كلنا ثقة بأن هناك توافقا عالمياً في هذا الشأن، بما يبشر بالقدرة على إيجاد حلول أكثر إبداعاً وإمكانيةأكبر للابتكارات التي تلبي احتياجات العالم فيما يعنى بالاستدامة وتغير المناخ”.
واختتمت سموها: “بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا أقول لكل النساء والفتيات المخلصات للوطن.. الملتفات حول القيادة.. المتطلعات لأن تكونب لادهن في المقدمة دائماً نقول حفظكن الله.. رعاكن الله.. ووفقكن الله لخدمة الوطن الغالي. أمامنا أعوام مديدة تمضي فيها بلادنا نحومستقبل أعظم وأجمل بإذن الله تعالى. بكن ومعكن يا بناتي الغاليات سنضيف إنجازات جديدة، ونسير بنموذجنا الإماراتي إلى أرحب الآفاق ونتابع الخطى في دروب التنمية، ونواصل مسيرة التقدم، ومنافسة دول العالم على المراكز الأولى في كل مؤشرات التنمية المستدامة”.
ومن ناحيتها قالت سعادة رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، في كلمة ألقتها نيابة عن فريق عمل مؤتمر الأطراف كوب 28: “يسرني أن أتوجه بالشكر للاتحاد النسائي لإقامة هذا التجمع المبارك ولالتزامهم بجدول النهوض بالمرأة الإماراتية. وفي هذا اليوم نحتفل جميعا بثمرات هذه المسيرة المعطاءة، حيث يتم منح أكثر من نصف الشهادات الجامعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا الى النساء وفي مجال البيئة تتولى النساء جميع هيئاتنا البيئية الحكومية. كما تشكل المرأة نصف المجلس الوطني الاتحادي وثلث مجلس الوزراء”.
وأضافت: “بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام1975، أتقدم بالشكر والعرفان لمقام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي قالت وفعلت، التي حرصت وثابرت، التي عملت على نهج متسق ليس فقط لتمكين المرأة ولكن من خلالها خلقت وطن متأصل بثقافة وقيم ونهج زايد الخير ويشرفني حقا تولي منصب رائدة الأمم المتحدةللمناخ في الفريق القيادي لمؤتمر الأطراف COP28 جنبا الى جنب مع معالي شما المزروعي، بصفتها رائدة الشباب في (COP28). كأول رئيسة عربية في تاريخ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة – الذي يعد أكبر منظمة عالمية تعنى بالطبيعة أشعر بكل الامتنان للفرص التي أتيحت لي في موطني. كما افتخر بمشاركة العديد من النساء وتمثيلهن القوي لدولتنا في مؤتمر الأطراف (COP28) حيث يمثلن أكثر من النصف من مفاوضينا”.
وأضافت : “بحكم منصبي كرائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28 سوف أباشر بالعمل على المعادلة بين الجنسين وذلك منخلال زيادة التمثيل وإبراز التجارب المختلفة للنساء المتأثرات بتغير المناخ ولا سيما من مجتمعات الخطوط الأمامية ، إذ أن غالبا ما تكون النساء خاصة في مجتمعات الشعوب الأصلية والقروية أول من يعاني من آثار تغير المناخ وفقدان الطبيعة ومع ذلك كثيرا ما يتم استبعادهن من اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهن بشكل مباشر ولا أن تتغير هذه الآلية كرائدة الأمم المتحدة للمناخ يتمحور دوري على حشد الجهاتالفاعلة غير الحكومية، مثل الشركات الخاصة والمؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف اتفاق باريس والتواصل مع الأطراف لسد الفجوات”.
ومن جانبها أعربت سعادة هيفاء الكيلاني، رئيسة مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة، عن سعادتها بالمشاركة في إحتفال دولةالإمارات العربية المتحدة بيوم المرأة الإماراتية، مبدية اعتزازها بالدور الريادي الذي تقدمه دولة الإمارات في دعم وتمكين المرأة وإدماجها في مجال الأعمال والتطوير المستدام في مختلف القطاعات.
وتقدمت بجزيل الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، للدعم الكبير والسخي الذي تقدمه للمرأة لتتمكن من تبوؤ مكانتهاالمستحقة وتعزيز قدراتها والإيمان بها حتى تمكنت من الوصول إلى أعلى المراكز القيادية في شتى المجالات.
وأكدت سعادتها أن تعيين دولة الإمارات للقيادات النسائية في مؤتمر المناخ كوب 28 يعزز التزامها بمستقبل مستدام على نطاق عالمي ويوجه رسالة عالمية حول التغلب على المعوقات وبناء جسور التعاون المشترك، لافتة إلى أن التقدم الكبير الذي وصلت له الإمارات يعد نتيجةعقود من الاستثمار الاستراتيجي من قبل القيادة الرشيدة في مجال التعليم، مما جعل دولة الإمارات مركز ذو مستوى عالمي للمعرفةوالبحوث والعلوم.
وأضافت: “يتشرف المنتدى أن يكون قد حافظ على علاقات قوية متميزة مع دولة الإمارات ونسائها من المبتكرات والقياديات. بينما نتطلع بحماس إلى مؤتمر الأطراف كوب 28 والنتائج الكبيرة المتوقعة من الحدث، نتمنى لجميع نساء الإمارات أطيب التمنيات بتحقيق مزيد منالإنجازات والنجاحات”.
وشارك في الجلسة نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة، إذ تحدثت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، عن أهميةالدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي “كوب 28” للعالم عامة ولدولة الإمارات العربية المتحدة علىوجه الخصوص، كما استعرضت استراتيجية الدولة من خلال وزارة التغير المناخي والبيئة في مواجهة التحديات التي تواجه ملف التغيرالمناخي واستدامة البيئة لأجيال الغد.
ومن جانبها قدمت سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، خلال مشاركتها في الجلسة، نبذة عن دور الوكالة الدولية للطاقة، وتحدثت عن أهم التحديات التي تواجه العالم بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص في مجالالطاقة، كما سلطت الضوء على جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة والبديلة وعلاقة ذلك بمواجهة التغير المناخي.
فيما تطرقت سعادة طيبة الهاشمي، الرئيس التنفيذي لأدنوك البحرية، للتحدث عن خطوات الدولة من خلال قطاع النفط والغاز في التوجهن حو مستقبل أكثر استدامة، وكذلك جهود أدنوك في تحقيق هذه الرؤية.
ومن ناحيته شارك عمر اليزيدي، نائب مدير عام المركز الوطني للأرصاد، بورقة عمل خلال الجلسة وتحدث عن مدى التغييرات والتأثيرات خاصة بالمناخ في الدولة خلال السنوات الأخيرة واستعراض جهودالدولة وجاهزيتها في التنبؤ العواصف والأمطار الغزيرة واتخاذ الإجراءات الاحترازية وتوعية المجتمع بها، وحرص خلال كلمته على تقدير دورالمرأة الإماراتية ومساهماتها في المركز الوطني للأرصاد.
وفي ختام الجلسة قدمت الطالبة غاية الأحبابي، سفيرة اليونيسيف لكوب 28 لليافعين، كلمة أجيال المستقبل، والتي قالت خلالها إن المرأةالإماراتية لطالما اهتمت بتعزيز الاستدامة من قبل أن يظهر هذه المفهوم على الساحة ويتم تداوله بشكل واسع والالتفات إلى غايته، حيثكانت تعمل منذ القدم على الاهتمام بالزراعة المنزلية والإبداع في إعادة تدوير جميع الأشياء المنزلية بطريقة مبتكرة وجميلة، مشيرة إلى أنهاتعمل هي وأبناء جيلها للسير على هذا النهج في سبيل الحفاظ على البيئة.
وأضافت: “من خلال عملي كسفيرة اليونيسيف لكوب 28 لليافعين أواصل مع أقراني العمل على صنع نموذج مميز لمشاركة اليافعين فيمؤتمر “COP28″ بما يجسد رؤية حكومة الدولة وتوجه القيادة الرشيدة لإعداد اليافعين الإماراتيين للقيادة في المستقبل لعملية صناعةالقرار في العمل المناخي، ونحن نعمل حالياً للمساهمة في رفع وعي الأطفال واليافعين بدور الإمارات في قضايا المناخ، والأخذ بآرائهمواحتياجاتهم في سياسة المناخ الدولية، مع فتح باب الحوار ودعم الابتكار لبناء الوعي حول أهمية دورهم في تفعيل أهداف التنمية المستدامةفي دولة الإمارات”.
وضمن فعاليات الحدث أعلن الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع المركز الوطني للأرصاد الجوية عن تدشين شاشة إلكترونية خاصةبالاستدامة، تخدم سكان منطقة المشرف عبر تقديم بث حي ومباشر حول الحالة الجوية ونسب التلوث والنقاء اليومية، وذلك لخدمة احتياجات سكان المنطقة الصحية والرياضية والبيئة، حيث تتواجد الشاشة عند التقاطع الرئيسي للشارع العام المؤدي إلى مبنى الاتحاد النسائي العام.
وعلى هامش الجلسة نظم الاتحاد النسائي العام معرضا مصاحبا ضم ملابس وأدوات تراثية مصنعة من مواد معاد تدويرها، إذ يعكس الزي التقليدي للمرأة الإماراتية جانبا من التراث الإماراتي، وتم تنفيذ المنتجات من قبل أكاديمية الحرفيات الإماراتيات التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عام 2020، بهدف تعزيز التراث الإماراتي ونقله للأجيال القادمة.