هز انفجار ضخم، أمس، وسط العاصمة السودانية الخرطوم، حوّل سماءها إلى سحب دخانية قاتمة، مع احتدام الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مختلف مدن (الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان)، وتجدد الاشتباكات المسلحة، لليوم السابع على التوالي، حول محيط «سلاح المدرعات» جنوبي العاصمة.
وأحدث القصف الجوي انفجاراً هائلاً، وبحسب مصادر عسكرية، نتج الانفجار عن قصف مستودعات وقود في مطار الخرطوم الدولي، لترتفع كرات لهب تحولت إلى سحب دخانية كثيفة، حجبت سماء المدينة، واستمرت طوال النهار، وسط تعدد مسارح العمليات العسكرية في مناطق متفرقة، حيث تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط «سلاح المدرعات»، في منطقة الشجرة العسكرية، جنوبي الخرطوم.
وشهدت العاصمة السودانية، منذ الصباح الباكر، تحليقاً كثيفاً للطيران الحربي، نفذ مهاماً استطلاعية، أعقبتها غارات جوية على أهداف أرضية لـ«الدعم السريع»، شمالي الخرطوم بحري، إلى جانب غارات أخرى على ارتكازات «الدعم السريع» في منطقة المدينة الرياضية، وسوبا في الخرطوم.
وصاحب الهجمات الجوية، قصف مدفعي كثيف، لعدة مواقع، إذ استهدفت المدفعية الثقيلة مواقع لـ«الدعم السريع» في الجنوب والشرق، تزامن مع قصف مضاد نفذته «الدعم السريع» على مواقع تابعة للجيش في مدينة أم درمان، فيما نفذت مسيّرات تابعة للجيش، ضربات على تمركزات وتجمعات لـ«الدعم السريع» في الخرطوم بحري، وجنوبي الخرطوم.
في الأثناء، واصل رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للجيش، الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان، جولته على المواقع العسكرية بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم، خلال اليومين الماضيين في أول خروج له من داخل القيادة العامة للقوات المسلحة، لتفقد الجرحى والمصابين، في مستشفيات مدينة عطبرة، كما زار مراكز لإيواء النازحين بمدينة الدامر، حاضرة ولاية نهر النيل.
وأعلن الناطق باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، في بيان، أن البرهان واصل جولاته التفقدية لبعض المناطق العسكرية داخل وخارج منطقة العاصمة المركزية.
وبحسب مصادر تحدثت لـ«البيان»، فإن البرهان سوف يغادر مدينة عطبرة إلى مدينة بورتسودان، حاضرة ولاية البحر الأحمر، ومن المقرر أن يعقد فيها اجتماعات تنويرية مع أعضاء الحكومة الانتقالية، تعقبها جولة خارجية للبرهان على عدد من الدول، فيما تناقلت الأنباء نية البرهان تشكيل حكومة تسيير أعمال لإدارة الأعمال التنفيذية، والاضطلاع بتسهيل الخدمات.
إلى ذلك، دانت الولايات المتحدة، أمس، انتشار العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان، وقالت وزارة خارجيتها ، إن مصادر يعتد بها، ومنها الضحايا، نسبته إلى جماعات مسلحة.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، بأن «التقارير العديدة عن الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات غربي دارفور، ومناطق أخرى، مثيرة للقلق البالغ».
وأضافت «هذه الأعمال الوحشية تسهم في ظهور نمط جديد من العنف العرقي الموجه». وتابعت «نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع داخل وحول مدينة نيالا، جنوبي دارفور، حيث يوجد عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في ظل تصاعد الاقتتال».
ودعت الولايات المتحدة في بيان وزارة الخارجية، قوات الدعم السريع، والقوات المسلحة السودانية، إلى الوقف الفوري للاقتتال، والسماح بالمرور الآمن لجميع المدنيين إلى خارج مدينة نيالا.