برهنت الدكتورة عائشة مصبح المعمري، المكرمة بجائزة أبوظبي في عام 2015، على أن العزيمة القوية والإرادة الصلبة تحقق ما يبدو مستحيلاً، إذ تمكنت ابنة الإمارات من تسلق جبل الإلبروس والوصول إلى سفح قمته البالغ ارتفاعها 5.642 متراً، ورفع علم دولة الإمارات عالياً شامخاً، لتضيف إنجازاً باهراً إلى سجلها الحافل من خلال إطلاق مبادرتها الرائدة “المسير لقمة جبل إلبروس للتوعية بالاستدامة في الرعاية الصحية”.
وحمل إنجاز الدكتورة عائشة مصبح المعمري، استشاري طب الطوارئ وطب العناية المركزة، بعداً أعمق من تحدي صعاب الطبيعة والتغلب عليها، ليجسد التزامها بالمسؤولية الاجتماعية، من خلال مبادرة فردية رائدة تضمنت 6 شعارات رسمتها بيدها عن الاستدامة في الصحة، ترسيخاً لشعار عام الاستدامة «اليوم للغد» وشعار يوم المرأة الإماراتية «نتشارك للغد»، لترفع كل منها عند ارتفاع معين ضمن رحلة تسلقها، وتنشرها على منصات التواصل الاجتماعي باللغتين الإنجليزية والعربية.
وبدأت الدكتورة عائشة أولى رسائل مبادرتها بالاعتماد على تعريف الصحة، كما ورد في دستور الصحة العالمية بأنها حالة تتضمن التوازن الشامل بين السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية، وهي ليست مجرد غياب الأمراض والإعاقات.
وأتبعتها برسالات تركز على أهمية الاهتمام بالكادر الطبي لاستدامة أي نظام صحي وبتعزيز التوعية حول أهمية إنشاء نظام صحي يتيح لكل أفراد المجتمع الحصول على الرعاية اللازمة التي تشمل التوعية والوقاية والعلاج.
وجاءت رسالتها في اليوم الذي سبق وصولها للقمة «رعاية طارئة عادلة» التي تركز على كونها حقاً أساسياً ينبغي أن يكون متاحاً لكل الأفراد حول العالم.
وآخر رسالة من سفح القمة تجسد هدف الاستدامة «الصحة ورفاهية الحياة» الذي يتحقق بوجود الركائز الأساسية التي تتضمن «التغذية الجيدة»، و«التعليم الجيد»، و«المياه النظيفة والنظافة الصحية»، و«السلام والعدالة وتشكيل مؤسسات قوية».
وتعتبر الدكتورة عائشة مصبح المعمري رمزاً للإنجاز والتفوق في الإمارات، فهي أول طبيبة إماراتية تخصصت في مجالي طب الطوارئ وطب العناية المركزة، وحاصلة على ثلاث شهادات ماجستير متميزة، وفي الوقت الحالي تسعى لاستكمال دراستها في مجال القانون في جامعة العين. كما تم تكريمها بجائزة أبوظبي في عام 2015 تقديراً لجهودها في تنفيذ مبادرات مجتمعية مبتكرة وملهمة.
وهنأت الدكتورة عائشة مصبح المعمري المرأة الإماراتية في ربوع وطننا الغالي بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، قائلةً: «أشكر قيادتنا الرشيدة على جهودها الجبارة لتوفير البيئة المناسبة للمرأة الإماراتية للتميز في كل المجالات، ما أسهم في تنشئة جيل من النساء الملهمات، القادرات على التحدي للوصول إلى أحلامهن وتحقيق أهدافهن. ألهمني شعار عام الاستدامة ويوم المرأة الإماراتية لإطلاق مبادرتي المسير لقمة جبل إلبروس للتوعية بالاستدامة في الرعاية الصحية، بهدف نشر الوعي بأهمية الاستدامة بالقطاع الصحي، وسأتابع مسيرتي في سبيل خدمة بلادي الحبيبة».