أدانت دولة الإمارات محاولة الانقلاب في جمهورية النيجر، ودعت إلى ضرورة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان، أمس، أن دولة الإمارات تتابع بقلق تطورات الوضع في النيجر، مشددة على دعمها سيادة ووحدة أراضيها، ضمن إطار المؤسسات والقانون والدستور، بما يحقق آمال وتطلعات شعب النيجر الصديق.
إغلاق الحدود
وفي مستجدات الأحداث بدأت الأمور تتضح في النيجر، في اليوم الثاني من احتجاز الرئيس محمد بازوم، على يد أفراد من كتيبة الحرس الرئاسي، كانوا أعلنوا مساء أول من أمس، الإطاحة به، وتعطيل العمل بالدستور، وإغلاق حدود البلاد وفرض حظر تجول، قبل أن يؤكد الجيش، أمس، دعم التحرك الذي أصبح من الممكن وصفه بأنه «انقلاب عسكري». وأعلن جيش النيجر ولاءه لقوات الدفاع والأمن التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم.جاء ذلك في بيان وقعه رئيس أركان الجيش أمس.يأتي ذلك في وقت يرفض الرئيس محمد بازوم، الذي يحتجزه عسكريون انقلابيون في نيامي، ووزير خارجيته حسومي مسعودو، الانقلاب الذي شهدته النيجر، وأكدا في رسالتين منفصلتين أنهما لا يزالان يمثلان السلطات الشرعية في البلاد. فيما ذكر بيان القيادة العامة لأركان الجيش في النيجر، وبعد يوم كامل من الصمت، بأن قيادات الجيش عقدت اجتماعاً قررت على إثره الوقوف في صف قادة الانقلاب على حكم بازوم.
وأوضح البيان أن قائد أركان الجيش، الجنرال، وبقية القيادات العسكرية الأخرى في الجيش، اتخذوا القرار «حرصاً على ضمان سلامة رئيس الجمهورية وعائلته، وسعياً لتفادي أي مواجهة دموية بين مختلف التشكيلات المسلحة، ستؤدي إلى حمام دم، وتهدد أمن السكان». وأكد الجيش أن قراره نابع أيضاً من «حرصه على ضمان وحدة قوات الأمن والدفاع».
لكن لا يمكن القول إن قيادات الجيش متجانسة، فكثيراً ما كانت تبرز على السطح خلافات عاصفة بين القيادات العسكرية في النيجر.
وأكد الجيش في نهاية بيانه أن «النيجر سيبقى حصناً منيعاً في وجه انعدام الأمن والاستقرار الذي تنشره المجموعات الإرهابية المسلحة ومجموعات أخرى للجريمة المنظمة». وطلبت قيادة أركان الجيش من قوات الأمن والدفاع أن «تحتفظ بتركيزها منصباً على مهمتها الأساسية، وأن تحافظ على جاهزيتها القتالية المشهودة، من أجل مواصلة الحرب على الإرهاب والجريمة المنظمة»، وفق نص البيان.
مجلس عسكري
وعلى الرغم من أن قادة الانقلاب أعلنوا، في بيان الإطاحة بالرئيس، تشكيل مجلس عسكري تحت اسم «المجلس الوطني لحماية الوطن»، من دون تسمية رئيسه.
حركة طبيعية
وفيما تعيش النيجر خامس انقلاب عسكري منذ استقلالها عن فرنسا 1960، بدت شوارع العاصمة نيامي، صباح أمس، هادئة بينما يترقب الجميع مصير بازوم المحتجز في القصر الرئاسي.
وخصصت الصحف أعدادها الصادرة أمس للحديث عن الأوضاع بعناوين بارزة، وسط تضارب واضح ما بين صحف وصفت ما يجري بـ«الانقلاب العسكري»، وأخرى ظلت تصفه بأنه «محاولة انقلابية»، فيما ذهبت أخرى لتختار عنواناً على شاكلة «نهاية حكم بازوم».