أدانت دولة الإمارات بشدة ما قام به متطرفون في مملكة الدنمارك من حرق نسخة من القرآن الكريم، فيما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، تعليق صفة المبعوث الخاص للسويد لدى المنظمة.
وطالبت وزارة الخارجية في دولة الإمارات الحكومة الدنماركية بتحمل المسؤولية وإيقاف تلك الأفعال المسيئة. وشددت وزارة الخارجية على أهمية مراقبة خطاب الكراهية التي تؤثر سلباً على تحقيق السلام والأمن، مؤكدة رفض دولة الإمارات استخدام حرية التعبير كمسوغ لمثل هذه الأفعال الشنيعة.
وأكدت الوزارة رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مشيرة إلى أن خطاب الكراهية والتطرف يتناقض مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين الشعوب.
وشددت الوزارة على أهمية احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج العالم إلى العمل معاً من أجل دعم المبادئ العالمية للتسامح والتعايش السلمي والتي ينبغي دعمها وتنفيذها لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
تعليق صفة
أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، تعليق صفة المبعوث الخاص للسويد لدى المنظمة التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقراً لها.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، «أن قرار التعليق يأتي اتساقاً مع توصيات البيان الختامي الصادر عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الاستثنائي الذي عقد مطلع يوليو الجاري، والذي طلب من الأمين العام النظر في الخطوات الممكنة لمراجعة الإطار الرسمي الذي يربط الأمانة العامة بأي دولة يتم فيها تدنيس حرمة نسخ من المصحف الشريف والقيم الإسلامية الأخرى والرموز الإسلامية، والذي يتم بموافقة البلد المعني، وقد أبلغ الأمين العام هذا القرار ضمن رسالة وجهها إلى وزير خارجية مملكة السويد».
ورحب الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه «بما اتخذته بعض الدول الأعضاء من إجراءات للاحتجاج على تكرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية»، داعياً «لاتخاذ القرارات السيادية المناسبة للتعبير عن الموقف الرافض لمنح السلطات السويدية تراخيص مكنت من الإساءة المتكررة لحرمة المصحف الشريف والرموز الإسلامية والتعبير عن رفض دول المنظمة لهذه الأعمال المشينة تحت ذريعة حرية التعبير».
جريمة نكراء
ووصفت رابطة العالم الإسلامي في وقت سابق أمس، تكرار حرق المصحف الشريف بأنها جريمة نكراء تحفز الكراهية وتخدم أجندات التطرف.
وحذرت المملكة العربية السعودية السبت من استمرار التعدي على المقدسات الإسلامية، وآخرها ما قامت به مجموعة متطرفة في الدنمارك بحرق نسخة من القرآن الكريم، أمام سفارة العراق في العاصمة كوبنهاغن.
وكانت المملكة استدعت السبت سفير السويد لديها للتنديد بسماح استكهولم بتنظيم تجمع قال منظمه إنه يعتزم خلاله إحراق نسخة من المصحف.
وشهدت مدن باكستانية تظاهرات حاشدة للتنديد بإحراق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدنمارك.
إلغاء زيارة
في الأثناء، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أمس، إن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس ألغى زيارة كانت مقررة للعراق والأردن، مشيراً إلى مخاوف أمنية بعد إضرام النار في السفارة السويدية ببغداد الأسبوع الماضي احتجاجاً على حرق المصحف.
وأوضح المتحدث أن إلغاء زيارة بيستوريوس، التي كان من المفترض أن تستمر أياماً عدة، جاء أيضاً رداً على احتجاجات عنيفة ضد منظمة دنماركية غير حكومية في العراق.
وأضاف المتحدث إن ذلك، إلى جانب احتمال حدوث مزيد من الاحتجاجات في الأيام المقبلة، دفع قوات الأمن الألمانية للنصح بإلغاء الزيارة، مردفاً أنها ستأتي في وقت لاحق، قد يكون خلال الربع الأخير من العام.