مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلدان قد تتفاعل أجسامنا بطرق معينة لأنها تتكيف مع هذا الطقس المتطرف.
ويمكن أن يؤدي الطقس الأكثر سخونة والتعرض لأشعة الشمس إلى زيادة مخاطر حدوث مشكلات مثل الجفاف والصداع، على سبيل المثال.
ومع ذلك، فإن تأثيرات الحرارة يمكن أن تخفي مشكلات صحية أساسية أخرى، بحسب الدكتور يوهانس أويس، الطبيب العام في Broadgate General Practice بلندن.
وفي حديث له مع صحيفة “ذي إكسبريس” البريطانية، كشف أويس عن ثلاثة أعراض لمشاكل طبية يمكن الخلط بينها وبين تأثيرات الطقس الحار، وهي:
التعب
قال الدكتور أويس إن حرارة الصيف يمكن أن تجعل الكثير من الناس يشعرون بالتعب أو الضعف، ولكن الإرهاق المستمر أو المفرط يمكن أن يكون عارضا أساسيا للعديد من الحالات الطبية المختلفة بما في ذلك فقر الدم واضطرابات الغدة الدرقية وعدوى معينة.
وشرح أويس: “إذا وجدت أنك مرهق بشكل مستمر، أو أن التعب يزداد حدة بشكل تدريجي، فعليك التفكير في طلب المشورة من أخصائي طبي. إذا أخذنا اضطرابات الغدة الدرقية كمثال، فإن الغدة الدرقية لا تنتج في ظروف قصورها ما يكفي من الهرمونات التي تلعب دورا مهما في تنظيم التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة في الجسم. ومن ناحية أخرى، يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تفرز الغدة الدرقية كمية زائدة من هرموناتها. وبينما يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل شائع بأعراض مثل زيادة مستويات الطاقة والقلق، ما يزال التعب يحدث”.
والتعب هو أيضا من الأعراض الشائعة بين مرضى السرطان.
الصداع
قال الدكتور أويس إن التعرض للحرارة أو الشمس يترك العديد من الأشخاص يعانون من الصداع في الطقس الحار، ولكن الصداع الشديد أو المتكرر يمكن أن يرتبط أيضا بأمراض أكثر خطورة مثل التهاب الجيوب الأنفية أو ارتفاع ضغط الدم.
وأوضح أن ارتفاع ضغط الدم وزيادة الضغط على الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك تلك الموجودة في الدماغ، يمكن أن يؤدي إلى صداع مؤلم.
وتابع: “الطقس الحار يمكن أن يرفع ضغط الدم أيضا. ويستجيب الجسم للحرارة عن طريق توسيع الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد لإطلاق الحرارة والتبريد. ونتيجة لذلك، يزداد تدفق الدم إلى الجلد، وقد تنقبض الأوعية الدموية في أجزاء أخرى من الجسم بشكل طفيف”.
صعوبات في التنفس
قال الدكتور أويس إن الهواء الحار الرطب يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة قليلا، لكن ضيق التنفس قد يشير أيضا إلى أمراض الجهاز التنفسي الأساسية مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
وتابع أويس: “إذا كانت صعوبات التنفس شديدة أو مستمرة، فإن العناية الطبية ضرورية. وغالبا ما يتسم مرض الانسداد الرئوي المزمن بالتهاب مزمن في الشعب الهوائية، وهو ناتج بشكل أساسي عن التعرض الطويل الأمد للمهيجات مثل دخان السجائر أو تلوث الهواء أو المخاطر المهنية. ويؤدي هذا الالتهاب إلى تضييق الشعب الهوائية وتثخينها، ما يقلل من مرونتها ويعيق تدفق الهواء، وهو ما يجعل التنفس صعبا”.
وإذا كنت تعاني من هذه الأعراض ولا تعتقد أنها بسبب الحرارة، يجب عليك التحدث إلى طبيبك العام.