تقع منطقة وادي الطيبة بين مسافي ودبا الفجيرة، وهي من المناطق الجبلية التي تعد وجهة العديد من الزوار والسياح ومحبي مغامرات المسير الجبلي، والراغبين في التعرف على تراث المناطق الواقعة وسط الجبال. سكان المنطقة حولوها إلى حديقة غناء بمزاولتهم الزراعة بفضل خصوبة تربتها وكثرة المياه فيها، لاسيما في موسم هطول الأمطار.
وينتشر في وادي الطيبة عدة مواقع أثرية تشهد على تاريخ المنطقة وعراقتها، كما أن أهلها يحرصون على خيراتها، وتجمعهم العلاقات الاجتماعية والإنسانية الدافئة، إذ يشتهرون بكرم الضيافة، حيث يشعر الزائر أنه في أرضه.
وترسم الطبيعة الجبلية في الموقع مناظر ساحرة في اندماج بديع بين رقة الخضرة ونعومتها، وصلابة الجبال وشموخها، لتروي حكايات عن أهل وادي الطيبة الذين استطاعوا أن يتخذوا من الجبال مساكن لهم، ويشيدوا مزارعهم المزدهرة بالثمار. وكل ذلك في مشهد يحافظ على نضارته على الرغم من زحف التطور العمراني الذي لم يؤخر السكان عن تشبثهم بتراثهم الذي يجذب الزوار ويقصدونه من مختلف إمارات الدولة للاطلاع عليه.
أقدم المناطق
كما أنها تعد من أقدم مواقع الوديان التي تعاقب عليها السكان منذ مئات السنين. وتشتهر بكثرة المياه، ما كان له الأثر الكبير في انتشار الغطاء النباتي واهتمام أهل المنطقة بزراعة أشجار النخيل وبساتين الفواكه، من الحمضيات والمانجو والحبوب وسواها. وهي المهنة التي مارسها السكان قديماً إلى جانب جني العسل، حيث اشتهرت المنطقة بكثرة المناحل وجودة إنتاجها، وقد حباها الله بطبيعة خلابة وأجواء معتدلة طوال السنة. ومن البيئة الجبلية التي يتمتع بها وادي الطيبة، شيد السكان بيوتهم التي تسمى «القفل»، لتقيهم برد الشتاء وقوة الأمطار، فيما وزِّعت مساكن العريش في الصيف طلباً للنسيم العليل ليهب قادماً من سفوح الجبال.
وجهة سياحية
وفيها قد شقّ أول طريق يربطها بمسافي في ستينيات القرن الماضي، نظراً لأهميتها الجغرافية. وأهميتها استمرت على مر العصور، حتى مع شح المياه لاحقاً، لاسيما أنها تعتبر متنزهاً سياحياً لاحتوائها على أقدم دكان في المنطقة، وهو دكان داوود التراثي الذي كان يغذي المنطقة بالمواد. كما تضم متحف الطيبة التراثي الذي يحتوي على مقتنيات تراثية قديمة، من أسلحة وفخاريات وآلات موسيقية وأزياء تراثية تعود للأهالي، إلى جانب احتواء المنطقة على طوي ساتر اشتهر قديماً بوفرة مياهه وتغذيته لمزارع النخيل.
مسارات
وشهدت المنطقة تشييد مسارات جبلية تقود الزوار إلى قمم جبال وادي الطيبة التي تعتبر جزءاً من جبل الحجر، لتكون متنزهاً برياً وسياحياً مهماً بين العديد من مناطق الوديان التي تشتهر بها الفجيرة، والتي شكلت واجهات للباحثين عن تراث المنطقة، والراغبين في التعرف على قيم وثقافة أهلها.