أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية ليس لديه “أي فرصة” للنجاح.
وقال بوتين في منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ إن “القوات الأوكرانية ليس لديها أي فرصة هناك ولا في مناطق أخرى” مضيفا “لدى روسيا بعض الأعداء إلى جانب الأصدقاء، وهؤلاء تعودوا على الهيمنة والاستغلال، ولا يرغبون في أن تكون لدى الدول الأخرى أنظمة بنكية ولا يرغبون بأي منافسة، ويكبحون مراكز التنمية والتطور”.
وجدد بوتين تأكيده أن روسيا كانت وستبقى لاعباً على الساحة الدولية، مشيراً إلى أن موسكو ستساعد في البرامج الغذائية للدول الإفريقية التي تعاني من الفقر.
ولفت بوتين إلى أن الاستراتيجية الاقتصادية الروسية نجحت في التصدي للصعوبات فالمنظومة المالية الروسية مستقرة ونسبة التضخم أقل بكثير من دول الاتحاد الأوروبي والعديد من دول الغرب، مشيراً الى أن بلاده تعمل على زيادة حجم التعاملات مع الدول التي لا تخضع للضغوطات الغربية.
وقال بوتين: “إن الربع الثاني من العام الماضي كان من أصعب المراحل التي مرت على الاقتصاد الروسي وبفضل الاستراتيجية الاقتصادية المتبعة نتوقع زيادة في الناتج المحلي الاجمالي بحلول نهاية العام الحالي”، منوهاً بأن الناتج المحلي زاد بنسبة 3،3 بالمئة في نيسان الماضي، حيث بلغ ناتج المؤشرات الصناعات التحويلية 2،9 بالمئة على الرغم من تعرض هذا القطاع للضربة الأكبر جراء العقوبات والحصار الغربي.
وتابع بوتين: “إن التضخم في روسيا الآن هو أقل بكثير من دول عديدة في الغرب ودول الاتحاد الأوروبي، حيث بلغت نسبته 2،2 بالمئة في سابقة تاريخية”، مؤكداً أن المنظومة المالية في روسيا مستقرة والقطاع الخاص والشركات المحلية تمكنت من شغل الفراغ الذي تركته الشركات الغربية المنسحبة من البلاد.
وأوضح بوتين أن بلاده لم تطرد أي أحد من الأسواق الروسية، وإنما كان الاعتماد دائماً على إتاحة الفرصة في الاختيار ودراسة الأسواق بالنسبة للشركات الخارجية، مشيراً إلى أن السكك الحديدية سهلت الوصول إلى الشرق الأقصى وقللت من أزمة السير وسهلت الوصول إلى دول آسيا.
وأكد الرئيس الروسي أن السياحة الداخلية زادت بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت نسبتها في 2022 إلى 16،7 بالمئة ما يمثل 10 ملايين شخص كانوا يقومون برحلات داخل البلاد الأمر الذي يطور من قطاع السياحة، مشيراً إلى أنه تم تطوير شبكات الاتصالات حيث تمت زيادة حوالي 300 ألف كيلومتر من خطوط الاتصالات في العام الماضي ما أسهم في توصيل الإنترنت لخمسة ملايين مستخدم إضافي.
وعلى صعيد بناء السفن أوضح بوتين أن الحكومة غيرت من برنامج بناء السفن ووضعت خططاً جديدة، تتضمن بناء أكثر من 2600 سفينة جديدة بين عامي 2023 و2027، إضافة إلى بناء سفن للأسطول البحري الشمالي.
وقال بوتين: “بغض النظر عن العقبات في العام الماضي لم نسر على درب العزلة بل تعاملنا مع الشركاء الذين يلعبون دور القاطرة في تطوير اقتصادنا، كما زادت تعاملاتنا مع الدول الرائدة التي لا تخضع للضغوطات الغربية”، مشيراً إلى أن الأسواق الاقتصادية أصبحت الآن تعمل بشكل أكبر مقارنة بالتغيرات السياسية.
ولفت بوتين إلى أن 90 بالمئة من التعاملات في الاتحاد الأوراسي تجري بالعملة الوطنية (الروبل)، مشيراً إلى وجود بعض الأعداء لروسيا الذين اعتادوا على الهيمنة والاستغلال، وهم لا يرغبون في أن تكون لدى الدول الأخرى أنظمة بنكية أو منافسة لهم ويعملون على كبح مراكز التنمية والتطور في العالم.
وأكد بوتين على ضرورة تطوير وتحديث آليات التصدير لتكون أكثر مرونة وسهولة لقطاع الأعمال الروسي، لضمان تأمين البضائع ودعم المنتجين والمصدرين وإعطائهم مزيداً من الضمانات.