المشاعر والذكريات المؤلمة جزء لا يتجزأ من حياتنا، وقد تطاردنا يوميًا وتؤثر بشكل سلبي على قدرتنا على الاستمتاع بحياتنا، بما فيها من أشياء رائعة يُمكن الشعور بالامتنان تجاهها، لولا ما تفعله تلك الأفكار والمشاعر السلبية والذكريات المؤلمة في أدمغتنا.
وهناك العديد من الخطوات الفعّالة التي تساعد على تنظيف العقل الباطن من المشاعر والذكريات السلبية، مما يساعد في عيش حياة أكثر سعادة.
1-ابدأي بممارسة الانفصال عن أحاسيس الجسم
حاولي التركيز والشعور بأي إحساس في جسدكِ، على سبيل المثال إذا كان بعض أجزاء جسمكِ مصاب بالحكة أو بعض الألم في مكان ما، شاهدي هذا الإحساس كمراقِبة، وحدثي نفسكِ قائلة: “أنا فقط أشاهد هذا الإحساس”.
قد يزيد الألم أو ينقص أو يختفي، لا بأس حتى لو لم يحدث شيء، فلا تحاولي تغييره، ولا تكوني على عجلة من أمركِ، فمجرد مشاهدة هذا الألم مهما طال الوقت، ستجعلين الإحساس به يختفي في النهاية.
2-افصلي نفسك عن مشاعركِ
بمجرد قدرتكِ على إجراء مراقبة جيدة للأحاسيس في جسدكِ، يمكنك استخدام نفس الطريقة لإزالة المشاعر المؤلمة من عقلكِ الباطن.
على سبيل المثال، قام شخص ما بتوبيخكِ في طفولتكِ وأنت نسيتِ الموقف تماماً، وحتى لو حاولتِ تذكره فأنتِ لا تتذكرينه، ومع ذلك، فإن الجرح موجود في وعيكِ وعقلكِ الباطن، وكأنه شخص نائم في مكان ما، ومن حين لآخر يأتي إلى السطح، وعندما يحدث ذلك يسبب الكثير من الاضطرابات ويترك لكِ المزيد من المشاعر السلبية.
لنفترض أنك رأيتِ مسرحاً لجريمة عندما كنتِ طفلة وقد نسيتِ تماماً، ولكن عندما يظهر هذا المشهد على السطح فقد يُسبب لكِ خوفاً شديداً، فتزداد دقات قلبكِ وتبدأين في التعرق، ولكنكِ لا تعرفين السبب وراء ذلك، وقد تُصابين بالاكتئاب.
ولمحو هذه الذكريات والتخلص مما يصاحبها من مشاعر سلبية، يمكن أن يساعد العلاج النفسي، ولكنه قد لا يكون متاحاً طوال الوقت، لذلك قد تساعد ممارسة البقاء كمراقب منفصل كثيراً، فبمجرد ظهور حادثة الماضي على السطح، كوني مراقبة منفصلة واكتفي بالمشاهدة دون تقييم لموقفكِ، لأن انفصالك عن الموقف يقلل من قوة تأثير الحادث، وعندما يحدث في المرة التالية تفعلين الشيء نفسه، وهذه المرة ستنخفض قوة تأثير الحادث أكثر.
3-استخدمي المنطق
أثناء التعامل مع المواقف المُزعجة التي تولِّد المشاعر السلبية والذكريات المؤلمة يساعد المنطق في تجنّب هذه المشاعر، على سبيل المثال انتقدكِ صديقكِ، في هذه الحالة استخدمي المنطق على الفور بدلاً من رفض انتقاده، وحدثي نفسك قائلة: “هذا هو تصور صديقي لي، وليست هذه هي الحقيقة، فربما لم يفهمني جيدًا أو ربما أراد أن يسمع شيئًا آخر لم أكن مستعدًة لتقديمه”.
4-استخدمي تقنية RWMA (الإطلاق، المشاهدة، التأمل -الإنجاز)
-الإطلاق
اركضي أو اقفزي وأخبري نفسكِ بهذه الجملة: “سأدع كل شيء سلبي يطفو على السطح، لا أريد أن أكتم أي شيء، أريد أن أنظف كل القمامة بالداخل، دعيها تأتي إلى السطح، أريد أن أنظف كل شيء، أريد أن يظهر كل شيء على السطح”، أثناء القيام بذلك، قد تتذكرين بعض الحوادث غير السارّة في حياتكِ، وهو ما سيسبب بعض الانزعاج في الجسم، ربما يكون الألم في الظهر أو الحرارة في الرأس أو الشعور بالاختناق، فمن الطبيعي أن تترك المشاعر السلبية أعراضاً جسدية مزعجة.
-المشاهدة
وهي المرحلة الثانية حيث تشاهدين فقط هذا الشعور غير المريح كمراقب منفصل، فكونكِ مراقبة له سيولِّد لديكِ قناعة بأنك لست في عجلة من أمرك للتخلص منه، فحتى لو استمر فأنت فقط تراقبينه وتشاهدين تأثيره، وفي اللحظة التي تصبحين فيها منفصلة عنه سيقل هذا أو يختفي.
وافعلي هذا يوميًا لمدة 15 دقيقة وفي غضون 20 إلى 30 يوماً، ستجدين نفسك بعيدة عن المشاعر، وإذا لم تختفِ هذه المشاعر خلال هذا الوقت فلا تشعري بالإحباط، وأخبري نفسكِ أن الأمر مجرد مسألة وقت.
-التأمل
بمجرد اختفاء أو تقلص تأثير المشاعر السلبية، تأتي أهمية الخطوة الثالثة وهي التأمل، إذ يجب الانغماس في التأمل العميق، وسوف تشعرين براحة بالغة، ولكن بمجرد أن تشعري بعدم القدرة على التأمل، انتقلي إلى الخطوة الرابعة.
-الإنجاز
يمكن القيام به بطريقتين:
-ضعي افتراضاً بأن هناك صدمة ما في حياتكِ ولم تتمكني من مسامحة شخص ما، في مثل هذه الحالات بعد التدرب على الإطلاق والمشاهدة والتأمل، أخبري نفسك أن هذا موقف مؤلم ولقد أخرجته وأنكِ خالية تماماً من مشاعره، وافعلي هذا لمدة 8 أسابيع.
-إذا لم يكن الموقف مؤلماً للغاية، أخبري نفسكِ أن حياتكِ جيدة جداً، وأنكِ مستقرة ولديكِ منزل وأطفالكِ بحالة جيدة، وذكري نفسكِ بالأشياء الإيجابية في حياتكِ واشعري بالامتنان تجاهها، واستمري في ممارسة هذا، وعندما يأتي حدث مؤلم إلى السطح يكون ذلك مزعجاً، ولكن من خلال ممارسة هذا التمرين يومياً، فأنتِ في الواقع تنظفين مشاعركِ العميقة وتُخرجينها من عقلك الباطن، ولكن لا تقلقي بشأن الألم الذي قد يسببه لكِ هذا التمرين عند ممارسته يومياً، امنحي نفسكِ 8 أسابيع وشاهدي النتائج بنفسكِ.