فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية وقيوداً على التأشيرات على جهات سودانية فاعلة تكرّس العنف، وسط مخاوف من صراع طويل الأمد، ومعاناة واسعة النطاق في البلاد، مع فشل وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، في بيان أمس، إن العقوبات تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان. وحمّل سوليفان الأطراف المتحاربة، مسؤولية العنف غير المبرر، وتحدي إرادة الشعب السوداني.
شركات وشخصيات
من ناحيته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن بلاده فرضت عقوبات على شركة تقنية؛ لدورها في دعم شركات إنتاج أسلحة ومركبات للجيش السوداني.
وفرضت عقوبات على هيئة التصنيع الحربي، التي تنتج معدات وأسلحة للجيش. وأضاف بلينكن، إن بلاده فرضت عقوبات على شركة تستخدمها قوات الدعم السريع لشراء معدات لقواتها، بالإضافة إلى شركة أخرى لتعدين الذهب، تابعة لـ«الدعم السريع».
كما أكد بلينكن فرض قيود على التأشيرات على شخصيات تشمل مسؤولين من الجيش السوداني و«الدعم السريع» وقادة من النظام السياسي السابق. وقال إن العقوبات تأتي رداً على انتهاكات طرفي الصراع للالتزامات التي تعهدا بها خلال «مفاوضات جدة»، مضيفاً إنهم «مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية ونواصل العمل مع الأطراف من أجل المساعدة الإنسانية وإسكات البنادق».
ووصف بلينكن وقف إطلاق النار في السودان بـ«الهش»، وصرح أن الطرفين ينتهكانه، وإن ما يحدث لا يصب في مصلحة السودانيين.
في الأثناء، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده والمملكة العربية السعودية «مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة، لإيجاد حل تفاوضي للصراع، عندما تُظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها، أنها جديّة في التزام وقف إطلاق النار»، وأضاف أن هناك «انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين».
وأردف قائلاً إن «الانتهاكات دفعتنا بوصفنا مسهّلاً للمحادثات، إلى التساؤل بجديّة عمّا إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني».
اشتباكات عنيفة
ميدانياً، تجددت الاشتباكات العنيفة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس، جنوبي الخرطوم، حيث سمع دوي مدافع ثقيلة وأصوات انفجارات قوية، هزت الأحياء الجنوبية للعاصمة السودانية. وأفاد شهود بأن العديد من أحياء جنوبي العاصمة، شهد قصفاً واشتباكات عنيفة. يأتي ذلك في وقت تشتدّ فيه معاناة السكان، مع استمرار القتال، وانعدام الخدمات الأساسية، ونقص الدواء، وخروج مستشفيات من الخدمة.
وقال سكان لوكالة «فرانس برس»، إن «المدفعية الثقيلة من معسكرات للجيش في شمال أم درمان، نفذت قصفاً في اتجاه الخرطوم بحري»، بينما أكد آخرون تعرض «معسكر قوات الدعم السريع الكبير في الصالحة، جنوبي الخرطوم، لقصف مدفعي عنيف».
بدورها، أعلنت نقابة «أطباء السودان» سقوط 17 قتيلاً، وإصابة 106 أشخاص، جراء القصف بمنطقة مايو (جنوب). وناشدت النقابة جميع الأطباء والكوادر الطبية الموجودة قرب المستشفى، تقديم يد العون قدر الاستطاعة لزملائهم المرابطين في مستشفى «بشائر»؛ بسبب نقص الكوادر الطبية.