أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، عضو مجلس دبي، أن رؤية دبي للمستقبل ترتكز في جانب مهم منها على إعداد الكوادر الشابة المؤهلة لريادة عمليات التطوير، ضمن مختلف المجالات، بتوفير العلوم والمعارف، التي تمكن الكفاءات الشابة من مواكبة ركب التقدم العالمي، مع منح اهتمام خاص باكتشاف وتشجيع المواهب المبدعة والطاقات الخلاقة القادرة على تصميم، وابتكار حلول فعالة تخدم التنمية الشاملة، وتعزز فرص نمو وازدهار القطاعات الحيوية.
جاء ذلك خلال حضور سموها حفل تخريج الدفعة الثانية من طلبة «معهد دبي للتصميم والابتكار» الحاصلين على درجة البكالوريوس في التصميم، والذي أقيم في مكتبة محمد بن راشد بدبي.
وأكدت سموها أن ازدهار مكانة دبي وجهة عالمية مفضلة للكوادر الشابة المتميزة في مجالات الإبداع والابتكار تزيد من الثقة بقدرة الإمارة على القيام بدور إيجابي مؤثر في دعم قطاع التصميم، وتعزيز فرص نموه، وبما يواكب تطلعاتها للمستقبل، وسعيها الدائم نحو رفد سوق العمل بطاقات شابة مبدعة، يمكنها دمج حلول التكنولوجيا مع مبادئ ريادة الأعمال، فيما تمثل الدرجة العلمية، التي تمنحها دبي في هذا المجال، وهي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة العربية، من خلال معهد دبي للتصميم والابتكار، ميزة إضافية لترسيخ هذه الثقة، وتأكيد الريادة العالمية لدبي في مجال التصميم.
وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «تواصل دبي العمل على تمكين قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعزيز حجمه وإمكاناته، ومساهمته في إجمالي الناتج المحلي، من خلال تطوير البنية التحتية، وتهيئتها لاستقطاب المشاريع والبرامج الداعمة للمجتمع الإبداعي، وإمداد القطاع بمواهب حقيقية، تجمع بين الهواية الشخصية والدراسة الأكاديمية، وتوفير ممكنات بيئة الأعمال، بما يعزز مشاركة هذا القطاع في تقديم منتج إبداعي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويرسخ مكانة الإمارة ملتقى للمبدعين، ووجهة عالمية للتصميم».
وأشارت سموها إلى أن التطور التكنولوجي السريع يوجب على الأجيال الجديدة إتقان التعامل مع أدوات المستقبل، لافتة إلى أن التصميم يعد من أبرز المجالات إسهاماً في التأسيس لاقتصاد إبداعي قائم على المعرفة والابتكار، مؤكدة أن المستقبل يفتح أبوابه للطامحين، الذين يمضون نحوه بخطى واثقة، ويصقلون مواهبهم بالمعارف والمهارات والدراسة الأكاديمية.
برنامج متعدد التخصصات
ويسعى برنامج التصميم متعدد التخصصات إلى تطوير المنظومة الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، انطلاقاً من تمكين الكفاءات الشابة وتزويدها بمفاهيم وتطبيقات الفكر التصميمي القائم على المعرفة، ويشتمل البرنامج على أحدث المناهج والتجارب الأكاديمية، وتقدمه نخبة من الأكاديميين المتخصصين.
ويشكل الطلبة الإماراتيون ما يقارب 30% من إجمالي خريجي المعهد، ما يعكس إقبال أبناء الإمارات على دراسة العلوم الحديثة، التي تمكنهم من امتلاك الأدوات، التي تتيح لهم المشاركة في صنع مستقبل وطنهم ورفد قطاعاته المختلفة بالمهارات اللازمة لنموها وازدهارها، وحرص الدارسون من العديد من الدول في المنطقة العربية، وأخرى في مناطق متفرقة من العالم على الالتحاق بالمعهد، بما يعكس التنوع الثقافي الكبير في دبي، وما تمثله كونها بيئة جاذبة للراغبين في الحصول على نوعية تعليم راقية، تواكب التوجهات العالمية الحديثة في كل المجالات.
وقال مالك آل مالك، المدير العام لسلطة دبي للتطوير ورئيس مجلس إدارة معهد دبي للتصميم والابتكار: «ترسخ المرونة الاقتصادية في دبي واستراتيجية النمو متعدد الجوانب مكانة الإمارة مركزاً عالميً للأعمال والمواهب، وتتطلب رؤية قيادتنا للاقتصاد جذباً مستداماً لأصحاب الفكر والمواهب، الذين يمكنهم المساهمة في القطاعات الناشئة والقائمة على حد سواء، وذلك من خلال قيادتهم للأفكار المبتكرة، وخلق قيمة جديدة تدعم النمو الاقتصادي، ولتحقيق هذا المسعى يعد تطوير التعليم العالي لتلبية احتياجات الغد أمراً أساسياً، وفصلاً جديداً يمثله معهد دبي للتصميم والابتكار». وأضاف: «يهدف المعهد إلى رعاية المبدعين والمفكرين الطموحين، الذين يمكنهم مواكبة وتيرة التغيير السريعة والمستمرة».
المنهاج الأول من نوعه
ويقدم معهد دبي للتصميم والابتكار المنهاج الأول والوحيد في المنطقة والمخصص للتصميم والابتكار. ويعد بكالوريوس التصميم في المعهد (BDes) أول برنامج متعدد التخصصات في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقدم أربعة تخصصات تشمل: تصميم المنتجات، وتصميم الوسائط المتعددة، وتصميم الأزياء، والإدارة الاستراتيجية للتصميم.
وقال محمد عبد الله، رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار: « فخورون جداً بالاحتفال بتخريج الدفعة الثانية من طلبة المعهد للعام 2023. لقد كان هدفنا التأسيسي تمكين الطلاب بمهارات مستقبلية، مع القدرة على التفكير التصميمي متعدد التخصصات، الذي يضمن إعطاء الأولوية في عالم الغد الرقمي لرفاهية الناس وحماية كوكب الأرض. يظهر طلابنا كيف يمكن للتعليم العالي المبتكر والشامل والبيئة الداعمة أن تفسح المجال للأفكار الرائعة والحلول المبتكرة، والتي تغير حياتنا وأسلوب عملنا…».