تأكيداً على النمو القوي لأنشطة الاقتصاد الإبداعي في دبي وارتفاع مؤشرات مردودها الإيجابي على الأداء الاقتصادي الكلي للإمارة، والفرص التي يواصل إتاحتها أمام القطاع الخاص، أعلن “آرت دبي”، المعرض العالمي الرائد في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي، والذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن عائدات نسخة المعرض للعام 2023 والتي عُقدت في الفترة 1-5 مارس الماضي، بلغت 142.9 مليون درهم، محققاً أعلى مردود اقتصادي للحدث الإبداعي الرائد في تاريخه ومنذ انطلاقه في العام 2007.
جاء ذلك في الدراسة الصادرة مؤخراً عن شركة “إبسوس” IPSOS، الرائدة في مجال الاستشارات والأبحاث التسويقية، والتي هدفت إلى قياس التأثير الاقتصادي للمعرض الأهم من نوعه في المنطقة وخلال فترة انعقاده التي وصلت إلى خمسة أيام، بمشاركة ما يزيد على 130 صالة عرض معاصرة وحديثة من أكثر من 40 دولة، وضمن المشاركة الأكبر في تاريخ المعرض لممثلي المؤسسات الإبداعية الإقليمية والعالمية.
وأظهرت الدراسة أن الحدث كان له أثراً واضحاً على قطاع الضيافة في دبي على مدار أيامه الخمسة، في ضوء الإقبال الكبير الذي شهده الحدث من جانب عشاق الفنون ومحبي اقتناء الأعمال الفنية الفريدة والمتميزة، سواء من داخل الدولة أو خارجها، حيث أوردت الدراسة أن المعرض أسهم في تحقيق نحو 23.5 ألف ليلة فندقية خلال فترة انعقاده.
وتمثّل النتائج التي أوردتها الدراسة الحديثة تأثيراً اقتصادياً مطرداً بنسبة تزيد على 50% مقارنة مع أحدث البيانات المنشورة، والتي رصدت مردوداً قدره 92 مليون درهم لنسخة الحدث في العام 2019، إذ تأتي هذه الزيادة في بادرة تتماشى مع الأهداف الطموحة لاستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، والهادفة إلى تحويل دبي إلى وجهة مفضلة للمبدعين من كل أنحاء العالم، وعاصمة للاقتصاد الإبداعي بحلول عام 2026، وتواكب تنامي مكانة دبي كمركز محوري للحركة الثقافية في المنطقة، ووجهة عالمية لأنشطة وأعمال الاقتصاد الإبداعي.
ومن المقرر أن تقام دورة عام 2024 لمعرض “آرت دبي” في مدينة جميرا خلال الفترة من 1 إلى 3 مارس، مع تخصيص يومين لكبار المقتنيين في 28 و29 فبراير، ويقام المعرض بالشراكة مع مقتنيات أ.ر.م. القابضة الفنية، وبرعاية مجموعة إدارة الثروة السويسرية جوليوس باير، وشريك معرض “آرت دبي” HUNA المطور العقاري الرائد، والشريك الاستراتيجي للمعرض هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة).
ولفتت سعادة هالة بدري، المدير العام لهيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” إلى أن الإمارة تعيش حراكاً إبداعياً وثقافياً شاملاً، ساهمت في تعزيزه رؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
وقالت سعادتها: “تحرص الهيئة على دعم وتعزيز قطاع الثقافة والفنون في دبي من خلال تبني أساليب مبتكرة، قادرة على استقطاب أصحاب المواهب والشغوفين بالإبداعات الفنية، بالإضافة إلى خلق منصات إبداعية تتيح للفنانين التعبير عن أفكارهم، وتوسع من حجم إسهاماتهم الإبداعية التي تثري مشهد دبي الفني”، مشيرةً إلى أن النجاح اللافت الذي حققته النسخة الـ16 من المعرض يعكس مكانة دبي عالمياً كحاضنة مهمة للفعاليات الفنية والإبداعية المرموقة.
وأضافت بدري: “تمكن معرض “آرت دبي” على مدار تاريخه من إثبات حضوره وتعزيز مكانته على الأجندة الفنية المحلية والعالمية، والمساهمة في تأكيد جاذبية دبي كإحدى أهم المدن الراعية للإبداع والمنتجة للفنون بفضل ما تمتاز به من تنوّع ثقافي واجتماعي واقتصادي.. فالمعارض الفنية تسهم في تشجيع نمو الصناعات الثقافية والإبداعية التي تمثل إحدى روافد منظومة دبي الاقتصادية”.
وقالت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لمعرض “آرت دبي”: “ما أوردته الدراسة من نتائج قوية وتأثير اقتصادي إيجابي برهان واضح على مواصلة دبي نموها وتطورها كأحد أبرز المراكز الثقافية الرئيسية في عالم الفن وكعاصمة ثقافية رائدة في الجنوب العالمي. سعداء بما حققته دورة 2023 من نجاح وهو الأكبر والأهم للمعرض حتى الآن، ونحن سنعمل أن تكون الدورة المقبلة المقرر عقدها في العام المقبل امتداداً لهذا النجاح، وإضافة جديدة ترسّخ المكانة المتميزة التي وصل لها الحدث على مدار سنوات طويلة منذ انطلاقه في العام 2007، كوجهة أولى لمحبي الفنون وعشاق اقتنائها، ورافد يدعم تطور الاقتصاد الإبداعي في دبي ودولة الإمارات والمنطقة عموماً”.
ويُعدُّ “آرت دبي”، أحد أبرز الفعاليات على الأجندة الثقافية لإمارة دبي وكذلك على مستوى المنطقة بوجه عام، ويعتبر المنصة الأولى لمتابعة أهم المستجدات في مجال الفنون الحديثة والمعاصرة من العالم الجنوبي، وكذلك الحدث الأبرز لمحبي اقتناء الأعمال المتميزة من تلك الفنون. ويضم الحدث عدة أقسام للفنون تشمل: المعاصر والحديث والرقمي، بالإضافة إلى تكليفات الفنانين السنوية وبرامج مقتني الفنون وبرنامجه التثقيفي على مدار العام.