تجسد الأفكار في لوحاتها، وتلتمس التاريخ بأفلامها، وشعرها يكاد أن يتفجر بالمشاعر، إنها الشاعرة والمخرجة والفنانة نجوم الغانم.
نجوم الغانم التي تحولت إلى واحدة من قامات المشهد الثقافي الإماراتي وإحدى أعمدة السينما فيه، فلا حضور لافت للسينما الوثائقية على الأرض من دون نجوم، التي لا يمكن للملل أن يعرف طريقه إليك وأنت تطرق أبواب الحديث معها.
شغلت منصب مدير الإعلام الجديد في مؤسسة الإمارات للإعلام، وعضو في مجلس إدارة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
أعمال متنوعة
تضم جعبة نجوم عدة أعمال متنوعة منها: على الثلج والماء والرمل، تركت نجوم الغانم حروف كلمات شعرها، وفي ذاكرة الناس ومهرجانات السينما تركت مجموعة أفلامها الوثائقية، من بينها «المريد» و«ما بين ضفتين»، ذلك الذي أطلت به على 1997، حيث كانت انطلاقتها الأولى في دروب الفن السابع، وكان أول عمل لها تشارك به باسم الإمارات في مهرجان «ياماغاتا» السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية في اليابان، وأصبحت أفلامها بعد ذلك تشارك في المهرجانات السينمائية الدولية والإقليمية، بالإضافة للمهرجانات المحلية، وقد فازت معظم أفلامها بجوائز إقليمية ودولية.
شعلة نجوم، التي ولدت على أرض دبي في العام 1962، لم تخفت أبداً، فما تكاد تغيب عن الساحة، حتى تعود إليها محملة بعمل فني رائع، وهو ما جعل سيرتها محفوفة بالجوائز التي اقتنصتها عن مجموعة أفلامها الوثائقية الطويلة، ونظيرتها الروائية القصيرة والمتوسطة.
مدربة محترفة
لم تكتفِ نجوم بكتابة الشعر والرسم والإخراج، وإنما تحولت إلى مدربة محترفة في صناعة الأفلام والكتابة الإبداعية، ونشطة في الوسط السينمائي والتشكيلي والشعري. تُرجمت قصائدها إلى عدة لغات، منها الإسبانية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والمقدونية واليونانية والأوردو، وغيرها.
في العام 1999 حصلت نجوم على درجة ماجستير في الإنتاج السينمائي من جامعة غريفيث في أستراليا، ومن قبل حصلت على شهادة البكالوريوس في إنتاج الفيديو من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة في عام 1996. أما بدايتها في الفنون التشكيلية فهي تعود إلى فترة المرحلة الثانوية، حيث شهدت بداية بروز الموهبة لديها. ولكن في منتصف الثمانينيات وبعد لقائها بالفنان الراحل حسن شريف، بدأت نجوم في إنتاج بعض اللوحات والأعمال النحتية في مرسم المريجة بالشارقة، حيث سنحت لها الفرصة لتقديمها للجمهور للمرة الأولى. وفي يناير 1985 شاركت نجوم في تأسيس جماعة «أقواس» مع كل من الفنان حسن شريف والقاص السوداني الراحل يوسف خليل والشاعر والباحث والمترجم خالد البدور.
شاعرة ومخرجة
جعبة نجوم لا تزال مليئة بالشغف، وهي التي اختيرت في 2019 فنانة ومخرجة سينمائية وشاعرة لتمثيل بلدها في جناح دولة الإمارات في بينالي البندقية بإيطاليا. وكان «عبور» هو عنوان الفيلم الذي أنتجته للجناح، بالإضافة إلى الفضاء الذي صُمم خصيصاً له بإدارة وتصميم وإشراف كل من القيمين سام بردويل وتيل فيلراث، في حين أقامت نجوم خلال العام الماضي معرضاً فردياً بعنوان «ملامح» في مركز مرايا للفنون في الشارقة. وكان المعرض من تصميم القيّمة الدكتورة نينا هيدمان. وضم المعرض أعمالاً فنية تُعرض للمرة الأولى، وشملت اللوحات والمنحوتات الخزفية والأعمال التركيبية وفن الفيديو.