لا شك في أن النهج القائم على احترام المرأة وتعظيم دورها في مسيرة البناء والتنمية الذي أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودعمته بكل قوة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات»، حفز المرأة الإماراتية لخوض غمار مجالات العمل كافة مهما كانت درجة صعوبته وتبعاته، فأثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية، كما أكدت جدارتها بثقة القيادة الرشيدة.
وعلى الرغم من أن مجال الطاقة النووية في الدولة يعد مجالاً حديثاً إلى حد ما، إلا أن بنت الإمارات بما تملكه من صفات الجرأة دخلت بقوة في هذا الميدان، وتشير إحصاءات الهيئة الاتحادية للطاقة النووية إلى أن عدد موظفي الهيئة في العام الماضي بلغ 200 موظف منهم 60% من الكفاءات الوطنية نصفهم من النساء.
ومن بين تلك الكفاءات المهندسة، سارة رشاد السعدي، التي تشغل منصب اختصاصي الأمن النووي في الهيئة الاتحادية للطاقة النووية، وتعد أول إماراتية تتخصص في الأمن النووي، وهي حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة الإمارات سنة 2009، كما حصلت على شهادة الدراسات العليا في إدارة المخاطر من جامعة ليفربول جون مورز البريطانية في عام 2010، وكذلك حصلت على شهادة الماجستير في الهندسة النووية في تخصص الأمن النووي بدرجة امتياز من جامعة خليفة بأبوظبي عام 2015.
وتؤكد السعدي أن الدولة لا تدخر جهداً في تهيئة البيئة الداعمة للمرأة وتوفير كافة المقومات التي تمكنها من الاضطلاع بدورها المهم في الوطن إلى جوار الرجل، كونهما شريكين في تحقيق إنجازاته.
وقد بدأت مسيرتها العملية في هيئة البيئة في قسم التراخيص والتفتيش على المنشآت الصناعية والمشاريع البيئية في الدولة، وبمجرد علمها ببدء المشروع النووي الإماراتي السلمي قررت العمل في مجال الطاقة النووية كنوع من التحدي وخوض تجربة فريدة من نوعهاـ وبالفعل بدأت بالعمل لدى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية منذ بداية 2010 وحتى الآن.
وأنجزت سارة السعدي عدة أبحاث نشرت في مجلات علمية عالمية كمجلة الطاقة النووية وعلوم التآكل، وتقول «إن أهم الأبحاث التي قمت فيها في مجال الطاقة النووية هي دراسة اقتصادية التخزين الجاف للوقود النووي المستهلك لدولة الإمارات، كما شملت بعض الأبحاث دراسات في التآكل للمواد المستخدمة في المفاعل النووي. وختمت «كلي فخر كوني ابنة هذا الوطن الذي منحني فرص التعليم والتدريب في مجال فريد من نوعه، لذا أقل ما يمكن تقديمه في المقابل هو العطاء الفاعل لخدمة الوطن الحبيب».